كتاب واصل

لا تعيد الاتصال بصديق

كتبه : عبدالله سعد المصارير

ربما لدى كل إنسان صديق يتذكره وقت السعة ووقت الضيق ولكن في زمننا هذا المزدحم بالبشر والأجهزة الحديثة وما تحتويه من وسائل التواصل الاجتماعي التي يسهل ويكثر معها الإتصال بين البشرية على إختلاف أعراقهم وأجناسهم وثقافاتهم وأعمارهم مما صنع العديد من الصداقات التي ربما تكون بعضها على حساب البعض الآخر تماهياً مع التحولات الفكرية والعمرية للإنسان خاصة أن الإنسان في هذا العصر لا يمكنه الحفاظ والاستمرار على جميع الصداقات بنفس الوتيرة وبنفس الوقت وذلك لمحدودية عمر الإنسان وضيق وقت الفراغ مقارنة بكمية العلاقات الكثيرة في هذا العصر.

مما يضطر الشخص بين الحين والحين إلى فرز الأشخاص الآخرين ذوي العلاقات العابرة فيتجاهل البعض ويهتم بالبعض الآخر لأسباب ومقاييس تختلف باختلاف الأمزجة والظروف.

فلابد وأن يمر بك يوماً عزيزي القارئ بأن تتصل بصديق مرةً وقد تعيد الإتصال به مرةً أخرى دون أن يستجيب للإتصال ولكن إياك إياك أن تعيد الاتصال به مرة ثالثة حتى يأتي اليوم الذي يتصل بك معتذراً أو يذهب في سبيله إن لم يتوجب عليك الإتصال به تقديرا لسابق طيب أسداه إليك مثلاً ووفاءاً منك لا أكثر في يوم تهنئة أو تعزية أو ما يعادلها بالأهمية كالدعوة الواجبة.

أما السؤال لماذا لا تعيد الاتصال بصديقك الغالي فالإجابة عليه أنه قد يكون مشغولاً فلا تشغله أكثر أو منزعجاً فلا تزعجه أكثر وقد يكون غير مبالياً فلا يستحق منك الإهتمام أو منسحباً انسحاباً تكتيكياً فلا تكن كالكلب يلهث خلف صاحبه أو نائماً وبعد اليقظة سيتصل بك أو مريضاً وربما يبعث لك برساله أو ستأتيك أخباره لذا اطمئن وكن معتدلاً بكل حالاتك دون أن تنحني إلا لخالقك في السجود والركوع لأن ربك وحده القريب المجيب دعوة الداعي إذا دعاه والذي لا يكل ولا يمل بل يفرح بإتصالك الدائمٍ به وخاصة في الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه وكفى بها إتصال يغني عن كل إتصال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى