كتاب واصل

ماذا فعلت إيفانكا

ماذا فعلت إيفانكا

بقلم : شجن القحطاني

ماذا فعلت إيفانكا ترامب ؟ كانت ضمن وفد رسمي لزيارة المملكة العربية السعودية الزيارة تحمل في طياتها الكثير كونها أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، إن إختياره للسعودية كمحطة أولى لزياراته الخارجية دليل على مكانة المملكة وأهميتها في خارطة السياسة الدولية ولكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للسعوديين فقد كان جل إهتمامهم بالزيارة إعجاباً بالسيدة إيفانكا . إيفانكا تلك الفتاة الشقراء المتزوجة برجل أعمال وخريج لجامعة هارفرد خطفت قلوب آلاف السعوديين والخليجيين والعرب فبين من قام بمناشدة الملك لطلب يد إيفانكا ومن أدى العمرة لوالدها المسيحي وبين من قام ببناء مسجد لإيفانكا التي إعتنقت اليهودية من أجل جاريد كوشنر أصبحنا أضحوكة في إفتتاحيات الصحف الأمريكية .

السعوديين غضبوا على من إنتقد طقطقتهم كما يصفونها وأعتبروه حاقد وعدو ولكن السعوديين نسوا أنهم من أوصل هذه الفكرة إلى الآخرين ، والأمر ليس جديد إطلاقا ً فدائماً ما يظهر السعوديين وجه سلبي عن شخصية الإنسان السعودي تحت مسمى (الطقطقة) دون أدنى تفكير عن النتائج لهذه الطقطقة على المدى البعيد وعن تأثيرها في نشأة أجيال ساذجه.

حتى مشاهير السوشل ميديا الأغلبية العظماء منهم كل مايقدمونه عبارة عن تفاهه وسخافه إعتقاداً منهم أنها كوميديا .

إن السبب بإعتقادي الشخصي أن هناك خلل في تكوين شخصية الإنسان السعودي فمن خلال متابعة نقاشاتهم وصراعاتهم الفكرية والإجتماعية يتبين لنا أن الإنسان السعودي إنسان لا يتقبل الأخر المختلف معه إطلاقا بل الأمر يتعدى ذلك إلى مهاجمة الأخر والسخرية منه وتجريده من كل شي فقط لأنه لم يتفق مع قناعاته . أيضا هناك نقص في الثقة في النفس وممارسة جلد الذات وإضطهادها عن طريق السخرية من أسلوب حياة السعودي بمقارنته مع الآخرين تحت مسمى (الطقطقة ) فتجد الصراعات بين الرجل والمرأة وصلت إلى المقارنات مع الجنسيات الأخرى والسخرية من إبن الوطن ، ربما ذلك ناتج عن سياسة التعليم والتنشئة التي إعتمدت على التلقين وتكوين أحكام مسبقة لكل شي وعدم منحهم فرصة التفكير وإستفتاء عقولهم . فبدلاً من صناعة إنسان قادر على التأثير والقيادة والتقبل للآخرين بكل إختلافاتهم تم صناعة إنسان عدائي ساخر فاقد الثقة لايقبل إلا من يتفق معه .

طبعاً التعميم مرفوض وأنا لا أعمم ولكن على الأقل هذا أغلب ما وجدته في وسائل التواصل الإجتماعي ، لذلك أصبح ضرورياً تركيز التعليم الابتدائي والمتوسط على بناء شخصية الطفل وزرع القيم والأخلاق و الثقة في نفوس الطلاب منذ الصغر ومنحه المجال لكي ينشأ بدون تلقين وترسيخ أحكام ومفاهيم ليست من المسلمات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى