المحلية

” واصل” في لقاء حصري مع حسين آل عمر صاحب أكبر متحف تراثي بمنطقة نجران

نجران – واصل – حسين القفيلي :

باتت إقامة المتاحف الشخصية من الهوايات التي تستهوي بعض المواطنين في مناطق ومحافظات المملكة، في ظل وجود فئات تتنفس التراث، وتعشق تاريخ الأجداد، وتهتم بقيم المواطنة، لتورّث التاريخ الوطني، وثقافة الأجداد، للجيل الجديد ومن هؤلاء المواطن حسين بن مسفر بن صنيج آل عمر اليامي والذي أقام له متحف بالقرب من منزلة بمركز الرحاب بمحافظة بدر الجنوب 180كم شمال نجران وفتح أبوابه للزوار من داخل وخارج المحافظة.

صحيفة ” واصل ” قامت بزيارة لمتحف التراث والأثار لهذا المواطن وفي بداية الحوار قال مؤسس وصاحب الفكرة بأنها بدأت معه كهواية فالقراءة والبحث في التراث وعشق تاريخ الآباء والأجداد، كانت ميوله وشجعه عليها والده المرحوم حسين بن صنيج حيث تطور هذا المتحف الذي ورثه عن والده فبدأ من العام 1405هـ في محاولة جمع كل قطعة تراثية لها ارتباط بالماضي، وعرضها في مجلسه الذي يستقبل فيه ضيوفه، والذي يقع في مساحة كبيرة بمنزلة بهدف حفظ تراث الآباء والأجداد من الضياع في خضم الحياة المدنية اليوم وثورة مواقع التواصل الاجتماعي.

مضيفاً : أنه ركز في تصميم هذا المتحف الشخصي على التاريخ القديم حياة الآباء والأجداد الذي عاشته الأجيال الماضية وبقيت آثارها حتى هذا العصر من خلال عرض بعض الأدوات التي جمعها من هنا وهناك في مكان واحد وبنفس تصميم مساكن “الأولين”، ليتمكن جيل الصغار والشباب من زوار المتحف من الاطلاع عن كثب على طريقة الحياة اليومية لجيل الأمس وما كانوا يجدونه من مشقة وصعوبة في العيش.

وتابع :أن متحفه قبل أن يكتمل على هذا النحو من البناء كان في قرية هداده قبل أن يتم نقله للرحاب على أنه أراد أن يجعل متحفه الشخصي يختلف نوعاً ما عن بقية المتاحف الشخصية الأخرى لقد قمت بتصميمه على شكل الأحياء القديمة التي كان يقطنها الأجداد سواء في التصميم الداخلي للغرف أو لنمط المعيشة التي كانوا يمارسونها، وكذلك على شكل بعض الدكاكين التي كان جيل الأجداد يبتاعون منها، وبعض فصول الدراسة التي كانوا يتلقون تعليمهم فيها، وبعض الألعاب التي كانوا يمارسونها، وقمت بضم بعض القطع التراثية التي حصلت عليها ووضعت كل قطعة في مكانها التاريخي التي كانت تستخدم فيه، لتكون بذلك صورة حية للحياة في الماضي .

حيث جمعت أكثر من 2000 قطعة تراثية تتنوع بين الأواني المنزلية التي كانوا يستخدمونها قديماً في الأكل والشرب؛ والدِلال والزير والمدْهَن الحجري الذي يوضع فيه الأكل، إضافةً إلى مقتنيات عمرها ما بين 100 عام و60 عاما مثل طاحونة القهوة والبنادق، إلى جانب بعض السيوف ومنها أحد السيوف الذي كانت تقام فيه الحدود، والمنشار القديم وبعص مايسمى بالقدحان والمطارح وهذه كانت أدوات للأكل، وتستخدم هذه الأدوات للصاع الذي يستخدم لزكاة الفطر، كما يعرض بالمتحف “الصميل”، أما ركن العروسة فيحتوي على “السحارة الخشب”، والتي يوضع بها أدوات الطيب ومكينة الخياطة، وهو من النوادر للمرأة قبل مئة عام، وكذلك الزي الشعبي لكبار السن كما يوجد في ركن المرأة “الميزب” الذي يوضع فيه الطفل قديماً.

مضيفاً أنه من محتويات هذا الركن “الطوفريات” قديماً وأدوات الحياكة و”التجر ” التي يدق فيها القهوة، وطاحونة القهوة قديماً، والرحى والملقاط و”الغضارة” التي تستخدم لشرب الماء قديماً، و”بيت الحطب”، و”الكمار” ويوجد بها المداخن القديمة والدلال والأباريق.

مبيناً أنه يوجد “الموجات” ويدق فيها الهيل و”الشت” ويوضع فيها الفناجيل، وكذلك “المحماس” و”المبرد” و”المنفاخ”.

وفي زاوية أخرى تلاحظون “المذياع” ويطلق عليه “الراديو” قديماً، ومايسمى بالأسطوانات إضافةً إلى الترامس القديمة وبعض الفرش الذي يعود تاريخ بعضها إلى سبعين عام.

https://youtu.be/W_u5D50nTig

مشيراً إلى أنه يضم المتحف البيت القديم على المصاحف والتي كان يحرص عليها الأجداد وعلى اقتنائها بمنازلهم وملازمتها وتلاوتها وفي ركن آخر ترون “الحربة” و”الرمح” وبعض الأشرطة القديمة و”تليفون أبو هندل”.وفي ركن التعليم.

أوضح : أبن صنيج أن هذه الركن تم إعداده بعناية ويضم السبورة القديمة والطاولة القديمة التي كان يجلس فيها اثنان أو ثلاثة طلاب،ويضم بعض الكتب القديمة والقصص كما يوجد ركن للهدايا والدروع التي حصل عليها وشهادات الشكر والتقدير من العديد من المؤوسسات الحكومية والأفراد فقد حضر العديد من الدورات التدريبية والمهرجانات المحلية والدولية وآخرها في دولة الإمارات العربية المتحده أيضاً نماذج لبعض العملات السعودية المتنوعة كالعملات الورقية، والعملات المعدنية -الهلل حيث بدأت الصور تظهر على العملة في عهد الملك عبد العزيز من عملة الفرانسي ثم ملوك المملكة العربية السعودية جميعاً حتى عهد ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وأشار حسين بن صنيج إلى أن المتحف يحوي على عدد من الخشبيات والتي وضعت في أماكن متعددة مبيناً أنه في ركن السيوف بالمتحف يتم عرض عدد منها .

وقد بين في نهاية حديثه بالجهود التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الحثيثة الرامية إلى حفظ الموروث الشعبي، وتشجيع الهواة، بهدف حفظ التراث الوطني، وجعله متاحا للاطلاع عليه من قبل الزوار في كل منطقة ومحافظة .

ومتطلعاً إلى أن تصل خدمة الأسفلت لهذا المتحف فهو يبعد كيلو واحد فقط عن الخط العام الرابط بين الجوشن والرحاب ببدر الجنوب كما يأمل أن يكون هناك لوحة تعريفية على الطريق العام من هيئة السياحة والأثار تدل على مسمى وموقع المتحف ليصبح الوصول اليه سهلاً من الزوار والمهتمين بالتراث والآثار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى