كتاب واصل

حنا مو عايشين

بقلم : سعود سيف الجعيد

صديق لي يعيش حياه طيبه ومستور الحال منحه الله الصحه والعافيه وقليل من المال دعيت انا وهو الى عشاء لدى احد الاصدقاء الاثرياء وعند وصولنا الى منزل صديقنا استقبلنا بحفاوه بالغه وادخلنا الى مجلسه الفاخر الذي يحتوي على اغلى واجود انواع الاثاث عدا الديكورات والاضاءة والخدم والحشم وهناك في مقدمة المنزل ترى جميع انواع السيارات الفاخره والاشجار والنوافير فكل شي ينطق بالفخامه من حولنا وكان هناك الكثير من المدعوين وجلست انا وصديقي في زاوية المجلس وكنت الاحظ صديقي مبهورا من كل شي وتبدو عليه علامات التعجب والدهشه واقترب مني قائلا بالم تصدق احنا مو عايشين هاذي هي الحياه والا بلاش فقلت له صدقت انت مو عايش انت ميت يرحمك الله لانك تناسيت نعم الله عليك ويكفيك ان الله منحك الصحه تمشي على قدميك دون مساعدة من احد ولديك منزل وزوجه واطفال ووظيفه نعم كثيره حباك الله بها وانت لاتذكرها فعلا انت ميت الاحساس والادراك لانك لم تشكر الله وتحمده ولم تدرك ما انت فيه من خير فقط تنظر الى ما في ايدي الناس ونسيت ان المال ليس كل شي فالسعاده تكون في القناعه وحصولك على مايكفيك والرضا بما كتبه الله لك فهذه ارزاق مقسمه ولو تذوقت طعم الفقر ونمت دون طعام وارتديت ملابس ممزقه ولاتنام الا بمهدئات وبكيت من لوعة الحرمان او فقدت احد قدميك وعجزت عن العمل وشراء طعام لاطفالك لو تذكرت كل ذلك لعرفت وادركت نعم الله عليك ولحمدت الله في اليوم الف مره شكرا على ما اعطاك من عطايا غيرك محروم منها ولو تدري ان صاحب هذا المنزل الفخم وصاحب الملايين هذا يتمنى ان يعيش مثل حياتك لانه لاينجب ويتمنى صرخة طفل في حياته وقال لي مره انه مستعد للتنازل عن جميع ثروته مقابل وجود طفل في حياته حتى لو كان معاق هل عرفت الان ان السعاده ليس في المال والمظاهر فقل الحمدلله واعلم ان سعادتك هي في قناعتك.

وقفه
هاذي حياتي عشتها كيف ماجات
اخذ من ايامي وارد العطيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى