كتاب واصل

كيف الهروب من “الضياع الوظيفي “

بقلم : ناصر منيف العيافي

بقدر ايماني بأن الدور الأساسي والكبير في الأخذ بيد الموظف للتميز الإداري يبدأ من جهته الوظيفية ، نظراً لفرق الإمكانات والقدرات ما بين الفرد والجهة الوظيفية أين كانت .. إلا
أنني وبعد ملاحظات في القطاع الوظيفي رأيت فيها أفراداً تخطوا كل العقبات والصعوبات ، متحدين كل ظروفهم الوظيفية والمادية ، فلم يستسلموا لضعف إمكانات وقدرات إداراتهم ولا لضعف الموارد البشرية ولا لقلة خبرة المديرين لديهم أو ضغف حيلتهم في الرفع بمستواهم ، ومع ذلك يركنوا أنفسهم في الهامش مستسلمين للضياع الوظيفي ومسبباته المذكورة فنفضوا غبار الضياع منطلقين بأنفسهم لتطوير مستوياتهم خارج جهاتهم الوظيفية إما بدراسات علمية أو مهنية وتقنية وبعضهم أخذ يطور من نفسه وذاته في كل اتجاه حتى جمعوا لهم سير ذاتية تدرس ويُفتخر بها .
وأنا دائماً ما أراهن على هذه الفئة بقوة لأن من يأخذ بيد نفسه لتطوير مستواه منطلقاً من أرضية صعبة وتحديات كثيرة تتولد لديه الدافعية والقوة للوصول لمبتغاه دون أن يتوقف وبلا كلل وملل .
بل سيواجه كل الظروف القاهرة بصلابة تيسر عليه الصعاب ، وقوة تسهل عليه العقبات ، وذلك لأنه يحمل معه إصراراً وعزيمة ذاتية تساعده لعمل الإنجازات تلو الإنجازات وبكل خطوة يخطوها للأمام يزيد معها الإصرار والشوق للإنجاز فتسمو نفسه لذلك وتتبع رغباته بدل الضياع مما يكون الرقابة الداخلية ، التي لن تجعله يتأخر في أي إنجاز وستحثه على التميز والنجاح .
والجميل في هذه الفئة الهاربة من الضياع الوظيفي أنها الأشد فخراً بالنفس بين الآخرين ، وذلك لاستشعارهم قوة الإنجاز مع صعوبة العقبات ، وتخطيهم كل ذلك بأنفسهم وبقدراتهم بعد توفيق الله لهم ورعايته ، فلا يرون عليهم فضلاً لأحد وهذا أقوى الاعتزاز بالنفس .
ولن يلبثوا طويلاً حتى تنكشف أمامهم كل الطرق ، ليتسع لهم الأفق في الترقي أو الانتقال للأفضل وظيفياً بل والاختيار بين الأميز منها .
لذا لا تسمع من يكرر بأن ( اليد الواحدة لا تصفق ) وهو قد خضع لها داخلياً وسلم أمره لضياعه ، فاقتنع وأصبح ينشرها لزملائه أيضاً ، وكأنها آية مقدسة ، نعم لا تسمع له ، بل أنفذ نفسك منه وأنقذه من نفسه ، وقل له صدقت فـ(اليد الواحدة لا تصفق) ولكنها قد تبني صروحاً لا تُعتلى ، وذكره وذكر نفسك بأن هناك من يخيط برجله الثياب ومن هو أعمى فحفظ الكتب ، وأصم ولكنه يقرأ الكلام من الشفاه ، ومن هو أبكم ولكنه يكتب المجلدات وغيرهم كُثر ، فقدو اطرافاً ولكنهم أعتلوا بالهمم وارتفعوا للقمم ،،
خاتمة …..
إن لم تمتد لك يدٌ تنتشلك من الضياع فلا تنتظر أحداً ، خذ بيدك واعتلِ بهمتك وارتقِ بعزمك ، واطلب توفيق الله لك تسعد.

مقالات ذات صلة

‫18 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    لا أنكر أبدا أن كلامك ولد لدي الدافعية للبحث عن الذات وأن أكون نجم مضيء لا كوكب خافت .

    ننتظر منك المزيد من التميز ونجاح أستاذي العزيز..

  2. بالفعل لا يوجد صديق لك مثل ذاتك ولا اجمل ان يكتشف الشخص ذاته ويعرف نقاط ضعفه ويعمل على تطويرها وتحسينها هنا سيكون للنجاح طعم اخر مختلف
    سلمت أناملك وننتظر المزيد من إبداعاتك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى