كتاب واصل

بيوت مهجورة ومقابر مهملة !

بقلم : محمد أحمد آل مخزوم

في ظل النهضة العمرانية التي تشهدها القرى بكافة المناطق وانتشار المباني الحديثة ذات الأدوار المتعددة وانتقال السكان إليها، تعرضت المنازل الحجرية القديمة للإهمال من قبل ساكنيها فأضحت أثراً بعد عين، وباتت تشكل مخاطر لا حصر لها، فقد تسببت عوامل التعرية بالرياح والأمطار في سقوط سقوفها، وتصدع جدرانها، وتساقط حجارتها،  فصارت مأوى للمحدثين، أو ملجأً للهاربين من العدالة، أو مرتعاً للصوص والمعتدين، واستوطنتها الكلاب الضالة، والزواحف والهوام السامة بين ركام حجارتها المتساقطة، فكم من الأنفس البريئة ذهبت ضحية انهيارات جدرانها أو الاصابة بلدغ الزواحف السامة عند دخولها ؟.

إن قيام إدارات الدفاع المدني في كافة المناطق بمسؤولياتها حيال تلك المنازل المهجورة يعد ضرورة تستوجب المسارعة بتشكيل لجان هندسية ضمن حملات منظمة لتصحيح أوضاع تلك المنازل المهجورة أو المعرضة للانهيارات ومساعدة مالكيها بعمليات هدمها وتسويتها بالأرض أو إعادة ترميمها لتكون جزءاً من التراث القديم الذي يحفظ للأجيال القادمة تاريخ الأجداد !

أما المقابر المهملة فقد كان لأمانات المناطق جهود حثيثة في تسويرها وغلق أبوابها، أما داخلها فقد طالها الإهمال فتهدم بعضها، واكتست بالأشجار والشجيرات والحشائش، علاوةً على ازدحام القبور، واختفاء أثرها، حتى صار بعضها طريقاً للقبور الأخرى، ساهم في هذا كثرة الحفريات دون أي اعتبار للطرق والمسالك فيما بينها ، فأضحت معبراً للمارة عند الدخول والخروج، فكم هي الأحاديث التي تنهى عن المشي على المقابر واحترام ساكنيها ؟.  

لعل الأمانات في كافة المناطق تجعل للقبور جزءاً من مهامها، فالأموات لهم حقوق كما للأحياء، ولها القدرة على إنشاء مقابر واسعة خارج القرى، والقيام بحفرها وفق تنظيم معين يأخذ بالحسبان اتجاه القبلة، والمسافات بين أجزائها، وتحديد طرقها ومسالكها بما يكفي الحاجة، والاهتمام بها بين الفينة والأخرى، هذا هو المرجو والمأمول ……والله تعالى من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى