كتاب واصل

فلاشات تعليمية !

محمد احمد أل مخزوم

زيارات مدرسية يتلوها زيارات مُتبادَلة لقادة المدارس يتفقد خلالها أولئك القادة أحوال المدارس في الجانب الآخر، هذه الجولات لا تستغرق دقائق معدودات يتم بعدها رفع تقارير عنها لإدارات التعليم بأنَّ كل شيء على ما يُرام.

لم تكن هذه الزيارات صنيعة قادة المدارس من تلقاء أنفسهم بصفة شخصية، بقصد الاطلاع على جهود المدارس الأخرى، والاستفادة مما لديهم، لبناء خبرات تربوية يُمكن أن تنعكس على الميدان التربوي بالفائدة المرجوة.

جدولة تلك الزيارات تم إعداده سلفاً ضمن خطة إدارات التعليم التشغيلية السنوية، ليتم الرفع به لاحقاً لوزارة التعليم التي بدورها سوف تأخذ انطباعاً جيداً عن واقع المدارس والمناطق التعليمية بأنَّ هذه الزيارات قد أخذت طريقها نحو التطبيق بالشكل اللائق، فما مدى التقدم الإيجابي الممكن قياسه الذي أحرزته المدارس الزائرة والمُزارَة من وجهة نظر وزارة التعليم والإدارات التعليمية في كافة المناطق ؟.

 تختلف وجهات النظر بين قادة المدارس حيال تلك الزيارات بين مؤيد على الاطلاق، ورافض لها، ومن يرى أنها بحاجة إلى تطوير ودراسة متأنية للوقوف على واقع التعليم عن كثب، ودراسة جدوى مثل تلك الزيارات على العملية التعليمية بِرُمَّتِها؛ فمتى نتخلص من اختلاف وجهات النظر وازدواجية المعايير والمواقف بين ما نُخفي وما نُعلن ؟.

الناظر لقادة المدارس قبل زيارة الفريق الزائر لمدارسهم وهم يُسابقون الخُطى نحو إظهار أحسن ما لديهم، وحث المعلمين والطلاب على الظهور بالمظهر اللائق، والتزام الهدوء، وإصلاح ما يمكن إصلاحه يرى العجب؛ فلماذا يتسلق أولئك القادة على حساب غيرهم للوصول لمبتغاهم ؟.

إنَّ غياب قادة المدارس عن مدارسهم بهدف تنفيذ زيارات متبادلة، أو حضور دورات تدريبية، من شأنه الإخلال بمنظومة العمل في المدرسة سيما عند عدم استشعار من يُوكَل إليه مهمة القيام بشؤون المدرسة لمسؤوليته.

مشكلات المدارس التعليمية والتربوية أكثر من أن تحصى، فالواقع يشهد قلة المعلمين في المدارس، واكتمال نصاب الحصص لدى معظمهم، مع عدم توفر التجهيزات الكافية،  ناهيك عن المشكلات السلوكية والاعتداء السافر من قبل بعض الطلاب على معلميهم أو أحد من منسوبيها.

لن تنهض المدارس من غفوتها حتى نتخلص من البيروقراطية في العمل، ومناقشة مشكلات المدارس الحقيقية على بساط البحث، فكيف لنا أن نؤسس لمجالس تعليمية مشتركة تنبثق منها كل القرارات؟ دون الاهتمام بالقشور والمظاهر والبهرجة والفلاشات الإعلامية التي لن تُسمن ولن تُغني من جوع في الوسط التعليمي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى