كتاب واصل

إصنع ذاتك ..

بقلم : الكاتب/ مشاري الوسمي

الإنسان تركيبه ربانيه معقده .. يولد وهو صفحة بيضاء بنيتها الأساسية صافية ، ترتكز على القيم التوحيديه الخالصة ، فيكبر بمرور الأيام وتتابع السنين ، وتختلط المفاهيم وتتعقد مع مرور الوقت .. إلى أن نصبح أكثر نضوجاً وعقلانية ، ونصبح أكثر انفتاحاً على آراء الناس والتأثر بتجاربهم الحياتيه .. فنستمع لهذا ونشارك هذا ، وبين التجربة والإنصات تتكون لدينا مشاعر مختلطه ، وكأننا أوعيه امتلأت بواسطة الآخرين ، فنعود أدراجنا ونحنُ مثقلون بهموم وأعباء ووجهات نظر قد لا تمثلنا ، ولكننا أوجدنا لها مكان في داخلنا …. أصبحنا كالبالون يحمل في طياته أنفاس الآخرين ، وأثقلنا كواهلنا بمآسي لاتخصنا ومشاكل لاتعنينا … هذا لسان حال الغالبيه منا .. ولكن هناك صنف آخر من الناس يلقاك مبتسماً ولكنه غير صاغي .. يحمل بيده أملاً وينثره على من حوله دون الاكتراث بمن أخذه ، ومن تجاهله عمداً … يرسم بألوان الصباح يومه … ويكتب سطور ذلك اليوم بألحان التفاؤل … فإذا وجد مُرحباً وهبه أبيات الإيجابية البيضاء ، ومُسلماً له مفاتيح الأبواب القلوب المغلقة … فالآنسان المبشر محبوبٌ بين الكل مضيئاً بحضوره .. مفقودٌ بغيابه … يعلمنا فن التجاهل والتغافل مع الطاقات السلبيه التي تُميت الحي … وتُطفي بهجه الحياة … وتعرقل مسيرة النجاح ..
فأذا قابلت هؤلاء إتبع الآتي :
إستعن بالله وتحصن وأستودع الله أحبابك وأعمالك ماظهر منها ومابطن ..
لا تترك المجال لأحد بأن يفسد عليك يومك وصباحك الجميل ..
أذا رأيت أحد المحبطين والسلبين لاتستمع إليه ، وإن كنت مضطراً أوجد لك أذنٌ من طين والآخرى من عجين ..
أذا رأيت الشخص المحبط في بداية النهار حاول تأجيل النقاش معه لآخر اليوم ..
أذا ماتم وكان مديرك هو الشخص السلبي فأنت أولى بنفسك … فلا تتجادل معه .. وحاول قدر الأمكان تنفيذ ماطلب منك على الوجه الأكمل ، دون مبادرات قد تطيل الحوار فيما بينكم ..
همسه أخيره :
المحبط قد يكون أب او أم او أخ او أخت او زوجه او ولد او زميل ، لا تجهد قلبك وعقلك في أثبات العكس ولكن أمضي قدماً ..
أصنع ذاتك ، وثق بخالقك ، وصادق من الناس الخلوق الرؤوف … فلا ليلاً يدوم ولا نهاراً يدوم ..
قال تعالى..
(25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(27)..سوره الرحمن ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى