تعليمية

اليوم الوطني / أول مدرسة نظامية تشهدها المملكة في ذاكرة دارة الملك عبدالعزيز

واس – واصل:

تحمل دارة الملك عبدالعزيز ذكريات بداية النهضة التعليمية بالمملكة ووثقت مسيرة مدرسة دار التوحيد بمحافظة الطائف التي قطعت شوطاً في مسيرة التعليم يربو عن 75 عاماً ، كأول مدرسة نظامية أسسها الملك عبدالعزيز ، عندما أمر –رحمه الله- في عام 1364هـ بإنشاء أول دار لتعليم العلوم العربية والشرعية .

وتجسد هذه المدرسية ،اهتمام الحكومة الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس بالنهضة التعليمية ، والمتابعة المستمرة من أبنائه البررة من بعده ، مما يدلل على تميز هذه الدار وبمن كلّف بالعمل فيها، ومخرجاتها التعليمية، التي تقلّدت أعلى المناصب في مختلف القطاعات الحكومية ، كما تخرج من مدرسة دار التوحيد نخبة من قيادات الوطن الأوفياء الذين تقلدوا مختلف المناصب وزاولوا مهاماً عدة .

وقامت الدارة بأرشفة المعروضات القيّمة والتاريخية في متحف دار التوحيد القابع في مدرسة دار التوحيد ، ومنها مستندات وجوائز الدار منذ تأسيسها ، إضافة إلى سجلات وملفات بعض الدارسين القدماء بها وأنظمة الدراسة سابقاً بالمدرسة التي كانت بذرة مباركة انبعثت ثم أثمرت.

وأسهمت مدرسة دار التوحيد في دفع حركة التعليم خلال عهد الملك عبدالعزيز –رحمه الله- ، وتحفيز أولياء الأمور الذين لم يألفوا نظام المدارس آنذاك لضم أبنائهم إليها ، لأن البعض من أفراد المجتمع لم يكن راغبا في إرسال ابنائهم إما للحاجة اليهم في أعمال الزراعة والتجارة أو للخوف عليهم ، واختيرت محافظة الطائف كي تكون مقراً تعليمياً خلال هذه المرحلة الزمنية للبلاد ، لما تتسم به المحافظة من موقع جغرافي مميز يربط بين الحجاز ونجد ، ومكة المكرمة للمتجهين للصلاة في المسجد الحرام أو تأدية مناسك الحج والعمرة ، فضلاً عن بيئتها الطبيعية الخلاّبة التي ساعدت الطلاب القادمين إليها من مختلف مناطق المملكة على سرعة التأقلم مع المكان ، والاندماج مع أبناء الطائف المعروفين ببساطتهم وحبهم للاجتماع مع الناس .

واجتمع الملك عبدالعزيز، في عام 1363هـ بالشيخ محمد بهجة البيطار ، وناقش معه أمر تأسيس مدرسة “دار التوحيد” بالطائف ، بعد أن ناقش – رحمه الله – الموضوع مع سماحة المفتي العام للمملكة آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، ومع كبار العلماء – رحمهم الله جميعاً – ، وكان يصرف للطلاب المتفوقين مكافأة مالية مجزية تشجيعاً على التنافس الشريف بينهم ، من أجل الاهتمام بالتزود بالعلوم والمعارف، بينما كانت تصرف رواتب الإجازة الصيفية للطلاب قبل الإجازة .

ويأتي اهتمام الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بهذه المدرسة من أجل تخريج كوارد وطنية مؤهلة في القضاء والدعوة والإرشاد وعدد من الأعمال الإدارية بالدولة، وأسند الملك عبدالعزيز – رحمه الله – إدارتها للشيخ محمد بهجة البيطار -رحمه الله – واختير نخبة من العلماء للتدريس فيها, ومنهم رئيس محاكم الطائف الشيخ أمين فوده، وأستاذ مادة الفرائض الشيخ محمد الفرائضي، ووزير الأوقاف المصري وأستاذ مادة التفسير الشيخ محمد حسين الذهبي، وأستاذ مادة الفقه الشيخ عبدالله الصالح الخليفي – رحمهم الله جميعًا -.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى