مساحة حرة

أريد أن أسامح

عفاف الثقفي

سامحتك .. قلتها من وراء قلبي .. فقط لأننا في بعض المواقف نخجل أن نعاتب أو نقول لا .. وربما بحكم العادة اعتدنا في بعض المواقف على التفوه بكلمات لانقصدها..
حين ترى من تكره في لحظة ضعف..حين يُقبل رمضان..حين تتأثر بمقطع ديني وتكون رغما عنك مجبراً على أن تقول..أنا سامحت.
ربما أنطقها تحت تأثير ظرف معين..لكن بعد مرور وقت..أجد وخزات الندم تراودني لأني لن أستطيع الغفران فلماذا أُخبر عدوّي بأني سامحته وفي داخلي رغبة في الإنتقام.

ربما نطقت كلمة سامحتك .. ليرتاح ضميري .. أو لأني حقا أريد ذلك لكني عاجزة عن النسيان..والصفح لايأتي بكلمة لم أستشعر معناها.
جميلة هي النفوس القادرة على العفو لأنها نطقت بجوارحها..بقلبها..بذاكرتها..بقناعتها..بصفاء نيتها..قبل أن تنطقها باللسان.
علينا أن نتذكر أن التسامح كالجهاد..هو خلق الأنبياء..وأصحاب الضمائر الحية..والنفوس الراقية..ومن يملكون إيماناً حقيقياً ويرغبون في جنة عرضها السموات والأرض وليس في ثناء البشر ورضاهم.
التسامح الحقيقي هو الذي لايتبعه ندم ولا أسف ولا لوم ولاعتاب
أن تترك حقك لأنك ترغب في أن يعفو عنك الله في يوم أنت فيه أحوج ماتكون لرحمة الله وكرمه وعفوه عنك بلا جزاء ولاحساب

والتسامح العظيم هو مايكون عند المقدرة وبنفس راضية وليس بعد الإنتقام وأخذ الحق تقول..لقد عفوت وسامحت.

سامح..فالحياة أقصر من طرق الثأر..ومن كان اليوم في موقف قوة غداً سيكون في مرحلة ضعف.
سامح..فليس الإنتقام من صفات البشر بل هي صفة من صفات الله ..هو من سيرد لنا الحقوق ولن يرضى لعبده الظلم حتى وإن تنازل لوجه الله.
سامح..ولا تظن أنك بذلك ستكون المهزوم العاجز فالعفو شيمة النفوس القوية
سامح..وانتزع بذرة الكراهية من نفسك فلعلك بذلك تترك أثراً أبلغ في نفوس الآخرين وخاصة تلك النفس التي آذتك وظلمتك كثيراً
سامح..
ودع حقك طمعاً فيما عند الله تعالى
فهو القادر على رد اعتبارك والأخذ بحقك وتذكر أن الله لايُضيع أجر من أحسن عملاً..

فــ يارب
قدرنا على أن نعفو مهما بلغ حجم الإساءة..
قدّرنا على الصفح والتجاوز دون ندم ولا مذلة..
قدّرنا على أن يكون عفونا خالصاً لوجهك نابعاً من قلوبنا المليئة حباً لك
يارب..
قدّرنا على أن نلقاك بقلوب نقيّة لاضغينة فيها ولاكراهية ولاشحناء
قدّرنا على أن نُرضيك بتسامحنا بالصفة التي ترضاها عنّا دون زيف ولا رجوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى