اهم الاخبارتحقيقات صحفية

من جديد “واصل” تفتح ملف معاناة أهالي الحدود الشمالية بحثاً عن العلاج وتكشف الاسباب المتكررة

عمان – واصل – راضي العنزي :

يُعد تطوير القطاع الصحي في المنطقة وانتشاله من حالته الحالية أبرز مطالب أهالي الحدود الشمالية ، خاصة في ظل ما يعانيه القطاع الصحي من ضعف واضح ونقص بالكوادر الفنيّة والطبيّة والاستشاريين في بعض التخصصات الطبيّة، وعدم وجود وحدات متخصصة وغياب تام للمراكز الصحية الخاصة ، فلا يكاد يخلو بيت شمالي لم يسبق له طلب إخلاء طبياً لإحدى المدن الرئيسية لتلقي العلاج، أو لجأ للمملكة الأردنية الهاشمية بحكم قربها وتطور الخدمات الصحية فيها.

وأثار تأخير المواعيد في مستشفيات وزارة الصحة بالمملكة وفي كبرى مدنها وعلى رأسها مدينة الرياض العاصمة ومنطقتي الشرقية والغربية وعدم سرعة إنجاز التحاليل الطبية في مراكز المختبرات والنقص في عدد الأسرّة في هذه المستشفيات والتي يشار اليها عربيا وعالميا للأسف الأمر الذي أثار حفيظة نفوس بعض المرضى والذين يعانون إن صح التعبير للهجرة للدول المجاورة بحثاً عن العلاج من أمراضهم التي لا أمل في وصولهم لمبتغاهم بوطنهم إن جاز التعبير .

هجرة أغلبية المرضى وخاصة مرضى مناطق الحدود الشمالية والجوف وتبوك ومنطقة حائل بالدرجة اﻷولى وبقية المناطق بما فيها سكان مدينة الرياض ولك أن تتخيل أثارتهم بالتوجه لمستشفيات اﻷردن وخاصة العاصمة عمان وبمراكزها وعياداتها الطبية للعلاج في الأردن بحثاً عن الحياة فحالاتهم الحرجة يتم التعامل معها فورا ودونما تأخير ، اﻷمر الذي زاد من معاناتهم جراء تنقلات المرضى السعوديون برا وباﻷخص الشماليون في مناطق الحدود الشمالية والجوف وتبوك وحائل وتبقى معاناة اﻵخرين عبر السماء جوا قادمة من بقية المناطق بطائراتنا السعودية محملة باﻷلام حتى تحط رحالها في مطار عمان لتبدأ بعدها معاناة دفع تكاليف العلاج والفواتير الباهضة الثمن ، كل ذلك في سبيل زرع عضو أو بتر عضو أو تشخيص سريع مريح ينهي مأساة سنين و دواء يشفي علة طالت عشرات من السنين وبالتالي تكون النتيجة الحصول على العلاج دونما تأخير.

▪مشكلة المواعيد :

موفد صحيفة “واصل” بعمان قام بجولة في مستشفيات وبعض العيادات بالعاصمة عمان حيث بدأنا بالمستشفى التخصصي بالعاصمة عمان ، وبعد أخذ الموافقه باﻷلتقاء بالمرضى السعوديين المنومين فيه حيث التقينا بالمريض : فالح مصبح الشراري وسألناه ماهي الأسباب التي دعتك للذهاب في ظل الأمكانيات التي سخرتها الدولة رعها الله وقد كان يشتكي من التهابات حادة باﻷنف واﻷذن والحنجرة .

حيث يقول الشراري اسمحو لي أشرح لكم معاناتي والتي بدأت في محافظة طبرجل كوني من سكانها، في طبرجل لاتوجد لدينا أمكانيات مؤهلة والكادر الطبي المطلوب غير موجود واﻷمر يرجع لسوء الإدارة من مدراء المستشفيات بمنطقة الجوف حتى الفنيين ليس لهم وجود في مستشفى طبرجل بصراحة “والحديث للشراري” مدراء المستشفيات كوادر غير مؤهلة أكاديميا وليس لديهم القدرة على إدارة المستشفيات ولا تنسى انه إن وفقك الله بموعد فالتشخيص المباشر للمريض وهو اﻷهم لايتم الا بعد شهور وقتها قد تكون في أحد المقابر وقد فارقت الحياة .

وأضاف الشراري قائلا : وفقني الله وتحولت عن طريق مرجعي مستوصف قوى اﻷمن الداخلي لمستشفى القريات العام حيث يوجد أخصائي يناسب مرضي هناك وأعطوني موعدا الا أني قبل الموعد كدت أفقد حياتي لشدة اﻷلم فتوجب علي الذهاب إلى الطبيب المختص قبل الموعد وللأسف بالعامية (مسكني الباب) ولم يستقبلني بل لم يبال بتاتا أو حتى أن يشخص حالتي أختصر لك وأقول رفض مقابلتي .

ويستطرد الشراري قائلا : فوالله ياأخي مابعدها الا أن توجهت للعاصمة اﻷردنية عمان بعد أن استدنت مبلغا للعلاج هناك صحيح أني حتى اﻵن دفعت أكثر من 10.000الاف ريال لكن الحياة دبت بجسدي وروحي من جديد وهذا من فضل الله ترى هل أحدثك عن الاستقبال أو الفحوصات التي عملوها لي أو أحدثك عن السرعة والتنويم وأجراء العملية في وقت قياسي فشتان بيننا وبينهم للأسف ويضيف مصبح الشراري بأنه في مراحل علاجه اﻷخيرة فهو في فترة النقاهة ولكن لا زالت يده في جيبه ولازال يدفع .

كما التقت عدسة “واصل” عدد من الحالات الأخرى تعالج باﻷردن مشابهة في سياق الكلام لمريضنا السابق الشراري الا أن المواطن (خ. أ. ع) من أهالي المدينة المنورة والبالغ من العمر 31 عاماً ويرقد في أحد المستشفيات الخاصة في العاصمة الأردنية عمّان ويعاني من مرض السمنة المفرطة شفاه الله والتي تسببت له بأمراض أخرى بالأنف إلى جانب السكري والضغط ، حيث يؤكد بأن سبب لجوئه للعلاج في الأردن بعد الله يعود لطول وقت المواعيد في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة، والضغط الحاصل من أعداد المرضى على الأطباء المتخصصين في المستشفى ، حيث تم أعطائه موعد بعد عامين من أجل إجراء عملية جراحية للسمنة التي تسببت له بمشاكل صحية أثرت على صحته، وأشار بأن الخدمات الصحية المقدمة لهم بالمدينة متواضعة ولا تلبي طموح الأهالي.

مدير العلاقات العامة والإعلام بالمستشفى التخصصي بالعاصمة اﻷردنية عمان يتحدث ” لواصل ” عن سبب لجوء السعوديين خاصة والذين يشكلون أكثر من 60% من إجمالي المراجعين للعلاج بمستشفيات عمان وعياداتها بقوله: بداية أرحب بكم ضيوفا زائرين للمستشفى لكن ثمة كلمة أوجهها للصحة السعودية بأن أوثق من خلال هذا المنبر ثقتهم بالطب اﻷردني وماقلته جاء نتاج لما لمسوه اﻷخوة السعوديين من خدمات طبية عالية الجودة والمتميزة باﻷسعار المعقوله.

مضيفا بأن الطب يعتمد على عنصرين أساسيين وهما: وفرة اﻷجهزة الطبية الحديثة ، ثم وفرة الكوادر الطبية المدربه والمؤهلة ، والحكومة السعودية تتميز بوفرة العنصر اﻷول وأفتقارها للأسف للعنصر المهم الثاني وهو الكوادر المدربة وأنها بحاجة إلى تدريب كوادرها الطبية والعاملين بمختبرات التحليل وخلافه إلا أن كلانا مكمل للآخر .

▪نحتاج لملحق صحي في السفارة :

وطالب المواطن جارالله مهلي ومحمد غربي وغيرهم وزارة الخارجية باعتماد ملحق صحي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن ، حيث لا يوجد به سوى موظف وحيد يقوم بخدمة المرضى وذويهم، مما يتسبب في تأخر العمل نظراً للأعداد الكبيرة من المرضى الذين يراجعون السفارة، مؤكدين وبشدة على حاجة المناطق الشمالية لزيادة الدعم الصحي ، وخاصة بأنها تشهد مشاريع صحية مهمة تحتاج إلى سرعة إنجاز، اﻷمرالذي سيساعد الأهالي (بمشيئة الله) في حل مشكلة عدم توفر الأسرة في المستشفيات .

▪السعوديون في صدارة مراجعي اﻷردن :

من زاوية أخرى نختم بها ملفنا هذا حيث أكد د.فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات الخاصة في الأردن بأن المرضى السعوديين يحتلون الصدارة في العلاج باﻷردن ، وتشكل مناطق شمال المملكة النسبة الأعلى، حيث يراجعون قرابة 64 مستشفى أردنياً خاصاً ، وعدد 5آلاف عيادة خاصة ، وكشف بأن عدد من المستثمرين السعوديين اتجهوا للأستثمار في مستشفيات خاصة بالأردن، منهم من يملك نسبة 75 % في أحد المستشفيات.

مشيرا إلى أن ما تم صرفه من المرضى السعوديين في مستشفيات الأردن تجاوز 100 مليون دولار، وتوقع بأنه مع نهاية العام ٢٠١٧ م سيشهد زيادة بنسبة أكثر من 10 % وأقبالهم في ازدياد ، منوها بأن المرضى السعوديين يرغبون العلاج في الأردن لتوفر العلاج والتشخيص السريع وبأن التكاليف مناسبة لهم ، وذكر بأنهم يبحثون عن زيادة التعاون مع المملكة ، وخاصة بأنه تم توقيع اتفاقيات بين المستشفيات بالأردن ومؤسسات وشركات تأمين سعودية، لأن تكلفة العلاج في عمّان على حد قوله أقل من تكلفة العلاج في الرياض وجدة، وتوفر الخدمة بوقت قياسي، وبين بأنهم يرحبون في الأستثمار في قطاع المستشفيات بالسعودية في أي وقت يسمح لهم بذلك .

الجدير بالذكر وجهت صحيفة “واصل” الإلكترونية ممثلة بمحررها بمنطقة عرعر سؤالا لوزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة أثناء أفتتاحة بعض المشاريع الصحية بمنطقة الحدود الشمالية وتطوير بعض المراكز بشأن هذا الملف الهام وكان جوابه أن الأعداد بدأت تقل خاصة الذهاب إلى هناك في الاردن ، ونحن مدرجون ضمن خططنا المقبلة من خلال الرؤية على تغطية المنطقة من نواقص التخصصات النادرة في أقرب فرصة بإذن الله ايضا لتواكب الرؤية ٢٠٣٠ مضيفا بأنهم بصدد تجهيز المستلزمات الطبية على مراحل .

كما علق سمو أمير منطقة الحدود الشمالية على كلام الوزير قائلا أن هذه ظاهرة يجب أن تحل بسرعة وأن الأمور ستتحسن في القريب العاجل بإذن الله وأن هذا الأمر يعد من ضمن المواضيع المجدولة ضمن اهتمامات سموه الأولية بالنسبة لراحة سكان أهل عرعر والحدود الشمالية كافة .

وبالفعل منذ تولي الشاب فيصل بن خالد بن سلطان آل سعود زمام أمارة منطقة الحدود الشمالية والأمور في تحسن حتى أنه يقف بنفسه حفظه الله على الأمور وبلا مقدمات ، ولا ينس أهالي عرعر له تلك الليلة التي فاجأ بها زائرا في وقت متأخر مستشفى عرعر المركزي وغيرها الكثير والتي لسنا بصدد ذكرها الآن لأن الميدان شاهد لتطور المنطقة منذ قدوم الأمير فيصل بن خالد للمنطقة ولازال يتفقد حتى القرى وأقاصي الهجر.

ختاما : فتحنا ملف هجرة أهالي الحدود الشمالية بحثا عن العلاج وماذكرناه آنفا لتضعه صحيفة  “واصل” على طاولة معالي وزير الصحة من جديد فلا زال الخط الدولي برا وجوا يصدر آلام السعوديين للأردن حيث عمان هناك بانتظارهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى