مساحة حرة

العمل الخيري هو “محمد عصيّد” !

كتبه : مساعد الشراري

العمل الخيري هو “الإنسان” بهذه العبارة التي تُعدّ “منهج حياة” ودّعنا المهندس محمد بن عصيد الشراري، تاركاً خلفه سيرةً عطرةً وذكراً طيباً لا يُنسى، وشواهد كثيرة من العطاء والبذل في كل درب سلكه.

نعم العمل الخيري هو الإنسان ؛ لأن الإنسان الحقيقي يُقاس بما يمنحه لا بما يملكه.

وكان العمل الخيري أحد الصور الإنسانية التي تجلّت في شخصية الراحل محمد عصيد رحمه الله.

رَحَلَ ابن من أبناء الجوف البارّين، أحد أوائل المهندسين المدنيين في شمال المملكة، الذي سخّر علمه وخبرته لخدمة المنطقة، وأسهم بشكل فعّال في نهضتها العمرانية وتخطيط مراكزها ومحافظاتها، ليكون جزءاً من تاريخها الحديث وملامحها المتجددة.

لم يكن الفقيد رحمه الله مجرد مهندس، بل كان إنساناً بمعنى الكلمة، جمع بين البساطة والرفعة، وبين العطاء الصامت والعمل المخلص.

مما تعلمته منه حرصه الكبير طيلة حياته على حضور الندوات والجلسات العلمية وتلك التي تهتم بالتنمية والتطوير لعل من أهمها مؤخرًا جلسات “ليالي الجوف” التي يُشرف عليها سمو أمير منطقة الجوف حفظه الله ، إذ كان من أوائل المتحدثين الذين يُثرون الجلسة بمقترحاته وأفكاره، رُغم ظروف مرضه الذي تعرّض لها. 

امتدت أياديه البيضاء نحو الجمعيات الخيرية، وكان من أوائل الداعمين لها، مادياً ومعنوياً، وأسّس أوقافًا برّاً بوالديه وابتغاءً للأجر، وقفاته على المستوى الاجتماعي كانت حاضرة، تجده يُشارك في المناسبات الاجتماعية والوطنية على مستوى المنطقة .

رحمك الله يا أبا سلمان وغفر لك، ونحسب أنك بذرت بذور خير كثيرة سيسقيها أبنائك البارين بك من بعدك، كيف لا وأنت سبقتهم في برك لوالديك، وسيتواصل العطاء إلى أن يشاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى