مساحة حرة

ــ بعد عام ــ

مرَّ عامٌ على فراقكِ يا صديقتي وكبُرتُ بعدكِ ألف عام
رحلتِ .. وكأنكِ قد جمعتِ معاني الفرح و السعادة و الصداقة و الأمان ورحلتِ بها معكِ هُناك
حملتِ دنياً بأكملها ورحلتِ بها دون وداع .. دون عناق

‏لو اعتنقنا ويبكي الوهم روعته

     بقلم تركيه الروقي

‏وكيف والقبر ملءُ الكون نعتنقُ(١)

–في يوم موتك —
‏وقفتُ طفلاً أمام الموتِ خدّره
‏عجزٌ.. وعربد في استسلامهِ حنقُ
‏أودُّ لو فرّ عقلي من حقائقه
‏أودُّ لو صِحتُ “ماقلتوهُ مختلقُ!”(٢)

ولكن رحلتِ وكان رحيلك حقيقةً قرأتُها في وجوه من حولي
واحسستها في يُتم الزمان و وجع المكان الذي خلا منكِ
هلاَّ انتظرتي يا صديقتي لأخبركِ بشيء .. بكل شيء
بل سأخبرك بأنكِ كنتِ كُل شيء
ولكني لم أعد أملك الآن أي شيء
سوى فقدك .. ويتمي بعدك
حتى المكان الذي جمعني بكِ سأرحل عنهُ في ذاتِ موتك
بعد عام من رحيلكِ تبدلت الآفاق وضاقت
وتغيرت الأنفس وشاهت
بعد عامٍ من رحيلكِ تجرعت الأسى والوجع و الخذلان
والآن ها أنا اتجرع مرارة الرحيل عن المكان

أنا لا أجزع، أنا فقط أشعر ..، أتألم ..، أتذكر..، استيقظ من سُبات عجزي بعد عام
نعم يا صديقتي كبُرت بعدكِ ألف عام و سأظل أذكركِ
براءةً
و صدقاً
و غيثاً
و ألقاً
ودعوةً في ضمير الليل أُرسلها علَّها تخبرُك كلَّ شيء !

( ١ ، ٢ ) غازي القصيبي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى