مساحة حرة

(بحرالذكريات )

بقلم: عبدالله الحارثي

يبدو إن الإنسان بعد سن الاربعين يذهب الى شاطى بحر الذكريات ويتردد عليه ومع مرور الوقت يتكرر الذهاب ويبداء النزول الى ذلك البحر البهي الذي يشعر فيه بالراحة والامأن لان فيه بقايا الأمس وجمال الماضي قد يكون في ذلك البحر حنان الأم وعطف الأب ووجود الحبيب الذي كان والصديق المخلص ويجد ايام الطفوله والحي الذي كان يسكنه ويسمع تلك التلاوة للشيخ عبدالله خياط التى كان يسمعها بالراديو القديم ،والأم بيدها تلك الفرشاة لتنظف المنزل وهوابن السابعه من العمر وقتها والذاكرة تصور ويجدها احيانا عند باب المدرسة لتأخذه للمنزل خوفا عليه لغياب الاب ذلك اليوم ويجد في ذلك البحر ابيه وهو يحتضنه عندما اجتاز مرحلة الابتداىيه ويرى دموع والدته تنهمر عندما تعرض لحادث مروري ونجاء منه وتجمع الجيران في منزل والده لزيارته وكل منهم احضر ماتجود به نفسه ويرى تلك اللعبه التي صنعتها له والدته مع إخوته ماتسمى المدريهه أو المرجيحه وهي عبارة عن حبل يربط في الخشب وبينما كان يغوص في كنفات ذلك البحر يرى عرسه وفرحته بعروسه وفرحة والديه وفرحة إنجابه للأبنا بعد ذلك وايضاء عندما كبروا الابناء واصبحوا كبار أولاد وبنات في مرحلة الشباب وعندها يكثر الحنين لذلك البحر وتلاطم امواجه يمينا وشمالا يبحث عن الجمال الذي كان بين جوانبه لانه لم يعد يجد في الحاضر جمال الماضي وجمال حياة عشقها وكانت مختلفة تماما عن واقعه بها اناس حبهم وتعلق بهم قد يكونوا رحلوا الى العالم الآخر وقد تكون السنين ذهبت بهم ولم يعودوا مثل السابق ومهما كان ماهرا في الغوص لن يصل الى نهاية ذلك البحر انها احداث لن يجدها تتكرر خارج ذلك البحر لانه لم يرى مايعوضها في حاضره ولم تكن بجمال من سكنوا في ذلك البحرالعميق وقد يجد في ذلك البحر نجاحاته وانجازاته التي لم تعد تفيده الان ولكنها تسير مع امواج ذلك الموج الهادر الذي يدق في ناقوس الذاكره واصبح لايهتم بحاضره ولا بجماله لانه فقد الجمال الذي شعر به سابقا وعاش اجمل فصوله ومسرحياته واصبح يعيش بجسده فقط في حاضره اما فكره فانه يمارس الغوص والابحار في بحر الذكريات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى