كتاب واصل

الاستفادة من تجربة المدارس الذكية الماليزية في تعليمنا

بقلم : محمد بن لفاء العتيبي

في عام 1996م وضعت لجنة التطوير الشامل الماليزية للدولة خطة تقنية شاملة تجعل البلاد في مصاف الدول المتقدمة ومن أهم أهداف هذه الخطة إدخال الحاسب الآلي والارتباط بشبكة الإنترنت في كل فصل دراسي من فصول المدارس وكان يتوقع أن تكتمل هذه الخطة قبل حلول عام 2000م لولا الهزة الاقتصادية التي حلت بالبلاد في عام 1997م ومع ذلك فقد بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الانترنت في ديسمبر1999م أكثر من 90% وفي الفصول الدراسية 45% وتسمى المدارس الماليزية التي تطبق التقنية في الفصول الدراسية “المدارس الذكية ” وكان هدفها تعميم هذا النوع من المدارس في جميع ارجاء البلاد.

أما فيما يتعلق بالبنية التحتية فقد تم ربط جميع مدارس وجامعات ماليزيا بعمود فقري من شبكة الألياف البصرية السريعة والتي تسمح بنقل حزم المعلومات الكبيرة لخدمة نقل الوسائط المتعددة والفيديو.

وفي عام 2004م جرى تدريب 3800 مدرس على مفهوم المدرسة الذكية ويقوم مسئولو وموظفو الوزارة بالمساعدة في التخطيط ويتعاونون مع المعلمين ويعملون على متابعة وتقويم البرنامج.

والمدرسة الذكية في ماليزيا تمد العلاقة بين الوالدين والطلاب والجماعات الأخرى داخل المجتمع وتقوم بعمل اتصالات تزيد التأثير والفعالية والتبسيط بين الطلاب والمدرسين والوالدين من خلال الاستفادة من خدمة الإنترنت وتفعيلها .

وقد استُخدِم في هذه التجربة تكنولوجيا ذات صلة بالاحتياجات الفعلية للطلاب والمعلمين وغيرهم من العاملين في المؤسسات التعليمية وهي متوفرة من أجل التوجيه والتعليم بالإضافة لخدمة الإنترنت وهي أيضا لتسهيل المهمات الإدارية في المدرسة .

وقامت وزارة التربية والتعليم الماليزية بتدشين مادة سمتها (الاختراعات) بهدف تلبية الحاجة إلى تخريج جيل متميز ومتطور تقنيا وهي مادة دراسية قائمة على التقنية كما أنها مادة متعددة الجوانب يتداخل معها العديد من المناهج والتخصصات هذا الى جانب العديد من المناهج الدراسية والبرامج التدريبية للمعلمين والتلاميذ التي صاحبت التجربة .

ويقوم تقويم مادة الاختراعات على أن كل تلميذ مطالب باختراع منتج ما مستغلا قدراته الإبداعية وأن يقدم حقيبة ملفات مصاحبة تمثل توثيقا دقيقا للمشروع الفردي حيث لا يوجد امتحان تحريري لهذه المادة ولكن المنتج المبتكر وحقيبة الملفات يمثلان معاً أساس عملية تقويم أداء الطالب .

وبإمكاننا في المملكة العربية السعودية الاستفادة من هذه التجربة وتطويرها بما يخدم العملية التعليمية خاصة مع توفر خدمة الإنترنت في جميع المدارس تقريبا ووجود معامل الحاسب الآلي المربوطة بشبكة محلية وكذلك غرف مصادر التعلم حيث المدرسة الذكية هي متطلب هذا العصر والمستقبل والاختراع والابتكار يساعد في تنمية قدرات الطلاب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى