كتاب واصل

رسائل في يومنا الوطني

بقلم: بدر الروقي

كان حقاً علينا أنْ نمْتَطي صهوةَ القلم ، وأنْ نتسلحَ بسهمِ التعبير ، وأنْ نمتشقَ سيف الكتابة ؛ وذلك في سبيل الدفاع عن هذا الوطن الذي تَدَفَّـقَتْ نحوه فيالق المارقين ، وانجرفتْ اتجاه سيول الحاسدين؛فنبني من الكلمةِ سداً بحروفِ ( الولاء ) ، وبنقاط ( الطاعة ) ، وبتشكيلِ (الإذعان)،وكان حقاً علينا أنْ نُلْبسَ الحرف ثوب البهجة ، وأن نكسي الكلمة برداء السرور ؛ في يوم ( الوطن ) وعلى ذكرى توحيده ، نجدد الفرحة بشكر المنعم ، ثمَّ بذكر أفعال المؤسسِ ودوره وبطولاته وسلسلة النجاحات المتوالية لأبنائه من بعد ، غفر الله لمن قضى منهم نحبه ، وأدام الصحة والعافية لمن بقيَّ بعده نزرعها ( رسائل ) في (حقول ) العقل البريء ، ونبذرها ( كلمات ) في ( تربة ) الفكر الناشئ ؛ لنقطف منه غداً ثمرة حب الوطن ، ونجني بركة تلك السواعد لتنهض بوطنها ، وتجدد مجدها ، وتصنعُ الفارق في العبور به لمصاف الدول المتقدمة ؛حيثُ جنَّدتُ قلمي ، وعَسْكرتُ بجيش حروفي ، فأطلقتُ ( رسائل ) تستهدف تلك العقول التي خملت أو تخاذلتْ أو تناست قيمة أوطانها ، وغاب عن الوعيَّ بمعنى الاحتفاء بهذا اليوم الأغر.

وهاهي بين أيديكم باسقة صادقة:

( ١ )الوطنُ جنـةٌ أنتم أهلها وساكنوها ، فكلوا منها حيثُ شئتم رغداً ، ولايُخرجنَّكم منها ( تفكير مُنحرف ) أو ( جماعة متطرفة ) أو ( تنظيمٌ تخريبي )فإنهم يرونكم من حيث لاترونهم ، بل إنهم يتسللون منكم لواذا .

( ٢ ) الوطنُ ( شجرةٌ ) تؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها نمتْ على أرض التضحية حتَّى أينعتْ بثِمارِ العطاء والنماء ، فأسقها بماء وفائك ، وارعها بفيضِ دعواتك ، وتعاهدها بلسانٍ ذاكر ، وقلبٍ شاكر ، وقم على عنايتها من رياح المُدْحِظين ، وعواصف المُخربين ، واحمها من أفكارهم المُجدبة ، وتصرفاتهم القاحلة ؛ وإلاَّ وكيف يرمون شجرة العطاء بحجر التَّطرف، وبارود الغلو والتخلُّف ، هذا وبالرغم من أنه يرمي لهم أطاييب ثمار المُناصحة ، وأزاهير المفاهمة .

فاعلموا أنَّهاظِّلُكم إذا أحرقتكم شمسُ الأعداء ، واشتعلتْ بكم نيرانُ المناوئين ، فأمطروها بولائكم ، وتباشروها برعايتكم .

( ٣ )الوطن نورٌ سماويٌ على أرضه تبرزُ النفوسُ الأبيّة في صناعةِ المعجزات ، وتتسابقُ لبلوغ الغايات ، فتعلوا ولايُعلى عليها ، إذ أنَّها تمخَّضتْ مِنْ رحم التجارب ، وتولّدتْ على قيد الصبر ، ونشأتْ في ميدان الهمم فبَلَغَتْ من النجاحِ عِتيّا ، فردّدتْ : الله أكبر ياموطني .

(٤)الأخيرة: لكلِّ مؤسساتنا الحكوميَّة ، بقطاعاتها كافة ، لمُديريها ، موظفيها ، طلابِها ، كتابِها ، دعاتِها من يعيشون فوق هذه الأرض الطاهرة أباء ، وأمهات ، وأبناء ،وقبائل ، ورجال أعمال ، وأصحاب فكر الوطنُ أمانة ادفعوا عنه مايُثقل الأسماع ، وازيحوا عنه مايُشوه الأبصار ، وزينوه بقولكم ، وجمِّلوه بولائكم ، وأغدقوه بعبارات الثناء القلبيَّة عيشوا فرحة يومكم الوطني مُستشعرين تلك الذكرى العصاميَّة ، وتلك الحُقبة البطوليَّة.

أحيوها في أبنائكم صغارا ؛ لكي لا تموت وطنيتهم ، وتضيع هويتهم كبارا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى