مساحة حرة

“مهنة المعلم”

image
الكاتب / أحمد بن خلف الموزان

بالعلم تنهض الامم ,وتتقدم الحضارات ,وتتفتح العقول ,وتنشأ الاجيال . من هنا تأتي مهمة من يقوم بتلقين العلم وترسيخه لدى الطلبة ألا وهو المعلم. فالمعلم هو اللبنة الاساسية التي تقوم عليها الحضارات والاجيال . فبه تبنى الاخلاق وتصقل الشخصيات ويتعلم الطلاب كل ما فيه خير وصلاح من امور الحياة والتعليم حيث قال امير الشعراء احمد شوقي في مدحه للمعلم :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسول
وما رسمت هذه الابيات الا لما في مهنة المعلم من مسؤولية وتعب وبناء. فالمعلم هو الاب والمربي والصديق والاخ . فعندما يبلغ الطالب سن المرحلة الابتدائية يكون المعلم له ابا وفي المرحلة المتوسطة مربيا وفي المراحل المتقدمة او الثانوية فهو المعلم و الصديق الصدوق. من الصعب ان تجد بين جميع المهن الاخرى مهنة كمهنة المعلم لما فيها من مراعاة لشخصية الطالب وسلوكه وعمره ومستواه واخلاقه , وذلك ما يجعل الامر اكثر تعقيدا وصعوبة .
فالمعلم يربي ويستخدم اساليب تربوية متعددة لصقل شخصية الطالب ورفعه الى مستوى اعلى بما يتناسب مع عمره وتفكيره وميوله ورغباته مراعيا بذلك العملية التعليمية المناسبة لكل فئة يقوم بتدريسها. فالطالب بفطرته خجول وقليل السؤال وهنا يأتي دور المعلم ليخرج كل ما في جعبة الطالب ويحرر عقله وتفكيره ليرقى بهما .
وليس هناك اعظم من ان يكون صفوة الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم معلما للبشرية حيث قال عليه الصلاة والسلام )) لو لم اكن نبيا لكنت معلما )). وما في ذلك الا لعظمة ومكانة المعلم . فحين تجتمع مخافة الله والاخلاص في العمل والخبرة مع الاسلوب المناسب للتعليم عندها يكون الحصاد رائعا بكل معنى الكلمة . فقد قال الشاعر:
فعلم ما استطعت لعلا جيلا سيأتي يحدث العجب العجابا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى