مساحة حرة

“ذاكرة قلم”

image
بقلم / ريم العنزي

عام مضى ليته يعتذر على كل ما سببه من الألم وأحزان ,,,عام امتلئ بكل شئ تأملنا لو كان جميلا …
جروح لم تندمل ,,,,عيونا لم تكفكف الدموع
كنا نتمنى أن يكون صافيا نقيا من كل الشوائب المزعجة التي تحرمنا حتى من لذة النوم …أطفال مشردين ..
أمهات تصرخ وتئن بصوت مسموع وغير خافت …بكاء الرضيع بأحضان أم افتقدت الحياة…ودموع الشيخ الكبير الذي أذاقته الأيام مرارة الذل…
مناظر القتل والدماء والدمار مستمر …خيانات وعقوق الأبناء بالأم … لازال الجوع والفقر ينتشر في كل مكان والحال يزداد سواء …
ليت هذا العام الذي بداء يجهز نفسه ويلملم شتات أشياءه لرحيل ان يعتذر لهم…فلم يزيح معاناتهم حتى لم يخفف وطأتها عليهم ..
لتنعم النفس ببعض السكينة والقليل من الانشراح تحُلم أشكرك يا إلهي على منحتك فـ الأحلام منحة ربانية. حياتنا أصبحت أحلام في أحلام نزينها كما نريد ونبتسم وتحلق الفراشات ذات الألوان الجميلة حولها ليزداد جمالها فـ تأتي الطيور المهاجرة تسرقها وتطير لتبقى أحلام. تأملنا تحقيقها لكن هيهات …
لم تفرح تلك القلوب التي تنظر إلى البدر البعيد في ظلمة الليل املآ بالوصول والقرب منه بل زادت أحزانها وأصبح الطريق إلى السماء والسمو ملئ بالعثرات …
سير وانقضي بأمان لا نريد الالتفات إليك فلم يحزننا رحيلك ولا نرغب بأي شئ تقدمة كل ما نريده انقضي بأمان دون مزيدا من الألم …
أصبحنا على شفا حفرة من الوجود الإجباري على متن هذه الحياة …أين الإنسانية لماذا معالمها غير واضحة رغبنا أن تتضح بك ولكن يبدوا أننا فقدناها منذ زمن أضحى بعيدا..
عام يميزه الانتظار والوعود الغير مجدية والزائفة …
أيها العام لم يتحقق فيك الأحلام والأمنيات الجميلة للكثير منا ,,,عصفت بنا الرياح من محطة إلى مقطورة ومن مكان إلى أخر .. الانتظار أنواع والأماكن مختلفة إلا أن طعمه ولونه لم يتغير …
يا عام تكاثرت به العبارات…. انظروا للجانب المشرق …تفاءلوا بمنظر الغروب فـ مع الشروق بزوغ أمل جديد … كونوا كالجبال الشامخة وكالنخلة الجميلة مهما أتت الرياح القاسية جذورها صلبة لا تتزحزح ولا تميل …….الخ من العبارات نواسي بها أنفسنا والتي يرددها لنا أحبائنا وأصدقاءنا لنواجه الصعاب في كل يوم من هذا العام ونكون اقوي بالمواجهة..
أتسأل هل كثروا الحزانى بهذا العام ؟ّ!!! لما هذا الحزين لم يلتقي الا مع الحزانى أمثاله رغم انه يبحث عن المختلف..
تردد لي صديقتي أن العام المقبل أتاها زائرا في منامها يعتذر عما فعله أخوه ويقول لها انه سيحقق كل الأشياء الجميلة حتى اطمئن وابتسم …
صديقتي أصبحت الحياة ككفن الشحرورة صباح يتراقصون به ويتغنون وهي ميتة …
لقد توفيت الحياة يا صديقتي فطيور النورس وطيور أيلول تحلق في كل مكان ولا تعود لأنها لا تريد المزيد من الجراح تحلق تبحث عن السعادة بعيدة عن شواطئنا …
حروفي قدمت العزاء فلم يعد لدي حروف اكتبها للعام الجديد لكن أتمنى أن تحيى حروفي واكتب عن تلك الكلمة التي أتمنى بأن لا كتبها دون أن اشعر بها …
بالعام المقبل أتمنى أن أكتب عبارات جميلة تدل على السعادة وأنا على يقين أن السعادة شعر بها كل من حُرم منها ويرغب بلحظات فرح والعيش بسلام و هدوء …لا دمار ولا حروب ولا حلم مسلوب…
لا أرغب بالكلام ولا أرغب بالصمت …..لا أعرف ماذا اريد لا صمت ينفع والكلام يفيد …
طيور حلقت دون وداع لتكمل الطريق وحيدة …. طرق ضيقة دون أمل في الاتساع أمام الأحلام الحزينة….
أناس فقدوا من كانوا سندا لهم لتحمل أيام هذا العام …سعوا كثيرا نحو السعادة لكن للأسف لم يجدوا حتى لافته تدلهم على الطريق ,,,
لا أملك سوى قلمي يميل ليحكي على أوراق الذاكرة أخر أيام ديسمبر …
ما نريده هو أن يبقى ذكرى ولا نرحب بعودته …
عام جديد لعلة يشفي الجروح الدامية ويمسح الدموع عن العيون الباكية ويهدي ورودا جميلة لكل حزين ويقول له عام سعيد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى