مساحة حرة

مونديال كأس العالم وخيبة الأمل العربية ؟!

بقلم أ/ فوزي محمد الاحمدي

جميع المنتخبات العربية التي تأهلت الى نهائيات كأس العالم في روسيا ذهبت على (أمل) ولكنها ومنذ البداية استيقظت على (كابوس) . في الماضي كانت المنتخبات العربية التي تشارك في نهائيات كأس العالم تأمل تقديم عروض مشرفة على وزن الخروج بالتعادل أو الفوز بهدف يتيم او الخسارة بعدد محدود من الأهداف وكان التأهل للدور الثاني (حلم) يراود الجميع ! كان هذا ممكنا حيث كانت المنتخبات الكبيرة تعتبر هذه الفرق القادمة من القرون الوسطى بمثابة بروفة (تسخين) من أجل الحفاظ على اللياقة البدنية للاعبين وخشية عليهم من التعرض للإصابات واستعدادا للمباريات القادمة (القوية) وبالتالي كان اللعب معها غالبا ما يتم على الواقف . في مونديال كأس العالم في روسيا انقلبت الأمور رأسا على عقب وبعد أول مبارة خاضتها الفرق العربية أكتشفنا ان ما يفصلنا عن الفرق العالمية مسافة ضوئية واننا ما زلنا نلعب بعقلية الماضي وأن (الحماس) وحده غير كاف لجلب الفوز ! لقد أدركت الجماهير العربية الحقيقة وأصبحت تتضرع الى الله ولسان حالها يقول ( اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ) ؟! الجديد في كأس العالم في روسيا والذي لم نعهده في الماضي اطلاقا ألا وهو أن الجماهير العربية قامت بنقل الخلافات (السياسية) بين دولها الى ساحات الملاعب وفي الشوارع والقنوات الفضائية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي . في مونديال روسيا السياسي كانت المستويات بين الجماهير العربية متقاربة وكان التنافس على أشده (الضرب تحت الحزام) دون مراعاة لأواصر القربي (التاريخ والدين واللغة والجغرافيا) التي تربط بين الجميع ! لأول مرة نسمع أصوات غربية تدعو الى عدم مشاركة الفرق العربية نظرا لتواضع مستوياتها الفنية وايضا الثقافية ناهيك عن كونها لن تشكل أي اضافة الى هذا العرس الكروي الكبير . الحل في البداية يكمن بالاعتراف بالمشكلة وأن نبدأ من الصفر وأن الحواري لم تعد تفرخ النجوم بل لا بد من وجود أكاديميات لتدرب المواهب على اسس علمية وايضا فأن الاهتمام بالجانب العلمي والثقافي للاعب من الأهمية بمكان , فاللاعب العصري اليوم لم يعد يلعب بقدميه فحسب بل بعقله أولا ، وأين هذا من لاعبي الفرق العربية ومعظمهم لم يكمل تعليمه الأساسي ؟! انظر الى الفرق الغربية تجد معظم اللاعبين وقد حصلوا على مؤهلات عليا . نعم الموهبة لم تعد هي الفيصل في حسم المباريات بل اللعب الجماعي المبني على التخطيط العلمي السليم . يبقى الاحتراف في جزء من المشكلة التي يعاني منها اللاعب العربي حيث يشعر بأن مستقبله مرتبط بناديه وليس مع منتخب بلاده وبالتالي تجده مع منتخب بلاده يلعب بحذر خشية من تعرضه الى الأصابة وبالتالي ضياع مستقبله . عنصر الأمان يجب أن يكون حاضرا عند المسئولين عن الرياضة فبقدر ما يقدم الوطن للمواطن يكون العطاء والإخلاص . اخيرا عقدة النقص (الدونية) التي يعاني منها اللاعب العربي عند مواجهة اللاعب الغربي (النفسية) , وايضا البنية الجسمانية واللياقة البدنية المتواضعة للاعب العربي لا بد من معالجتها (العقل السليم في الجسم السليم) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى