مساحة حرة

فلسفةَ الحَياة

عندما كنت في احدى المطارات بالمملكة وبينما انتظر رحلتي التي تبقى على وقتها قرابة الثلاث ساعات اخذت نفسي سيراً في ارجاء المطار ألتفت يميناً ويساراً وعن قرب واسمع هذا وذاك وارى كل شخص منشغل بشئ فهذا قاعداً على جهازه الحاسوب يتفقد أعمالة ويدفع فواتيرة ، وهذا على جهاز جوالة المحمول يراسل ويضحك ، وذاك ينظر الى ساعتة وهو على احر الجمر بإنتظار موعد الرحلة ، واصلت سيري بإتجاه مطعم المطار لكي اتناول وجبة السحور

الكاتب : علي بن حسن العمري
الكاتب : علي بن حسن العمري

وبينما أنا قاعداً اتأمل ارجاء المطار فهذا ترك مالدية من أعمال وغيرها وأغلق جهاز الحاسوب الخاص بة وهذا اغلق جوالة واودع به في جيبة وذاك العجِل ابتسم لأن موعد رحلتة حان ، كٌل هذا عندماً أٌعلن عن موعد صعود الطائرة فهذا متوجة الى مدينة ابها وذاك الى منطقة الرياض والأخر الى منطقة القصيم ، نعم هذه حياتنا نعكف على الأكل والشرب وعلى اعمالنا وأشغالنا ومشاغل حياتنا ونترك كل شي من أجل الأ تفوتنا الرحلة المغادرة !

حان وقت النداء الاخير للرحلة فذاك يٌحمل الى جبال ابها وجمالها والى الطبيعة والأجواء الخيالية وذاك الى العاصمة الرياض والى التطور والحضارة والأعمال وذاك الى مدينة النخل والتمر فمن كان منهم مٌجهز للرحلة من حقائب وتذاكر مضى للطائرة مستريحاً ومن أعلن النداء الاخير وهو لم يقضي مبتغاة ذهب بالذي هو به من أجل ألا تفوته الرحلة ويمضي لها ويمضي سيراً من غير استعداد لها .

نحن مستعدون دائماً لكل شي للسفر وللذهاب الى السوق والمقهى او الجامعة او لحفل زواج او غيرة ، نعتكف على الأكل والشرب وعلى الأجهزه المحمولة ، تكون حقائبناً جاهزه للسفر والرحيل ، ملابسنا جاهزه للارتداء من اجل حفل زفاف او وليمة ما او تٌخرج ، نمضي ونكون دائماً مستعدون دون خوف في الطريق الصحيح نعتقد ، ومن أجل سَعادتنا نمضي .

أفلا نستعد للسفرة التي لابٌد مِنهـا ، ونتزود لها الزاد الذي لاينفع غيرة فيها ، أم نتناسى الموت الذي نظنة بعيداً كٌل البٌعد عنا وهو أت لامحال منه وربما يكون قريب ، نٌصلي على الأموات ونٌشيع الجنائز ولانعتبر ويبقى همنا وتفكيرنا هو الحياة !

يعتقدون بإنهم مٌخلدون واكبر همهم هي الحياة ! كأن الموت كٌتب على الناس جميعاً إلا علينا !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى