المحلية

يحرص الزوار على زيارتهما في رمضان أحد .. وسيد الشهداء معالم تاريخية مميزة في المدينة المنورة

unnamed (6)

المدينة المنورة – واصل – تقرير وتصوير : عبدالعزيز الدمجاني :
يرتبط تاريخ المدينة المنورة بعصور التاريخ الإسلامي المبكرة، ولا تزال تحتفظ بشواهد من تلك الحضارة الإسلامية من خلال الكثير من المعالم التاريخية البارزة والمميزة ، النابضة بألق الحضارة المتجذرة في عمق الذاكرة التاريخية الراسخة في صميم الناحية الدينية. فهي مهاجر الرسول الكريم الذي ترك هو والرعيل الأول ، بصماتهم الخالدة في المكان .
فهم الذين وضعوا أساسات قوية للدين القويم في مرحلة التأسيس .. وهم الذين حملوا راية الدعوة الإسلامية التي حققت نقلة جبارة وغير مسبوقة في عهد البشرية وأعادت إحياء القيم النبيلة للإنسانية وأنقذتها من دياجير الظلام المطبق إلى النور والبهاء والنقاء.
وتكتظ المدينة المنورة بالكثير من المواقع والأماكن التاريخية ، ومنها ما ارتبط بالسيرة النبوية كالمعارك والغزوات ، كمعركة أحد التي دارت رحاها بين المسلمين وكفار قريش ، وهي المعركة الثانية التي يخوضها المسلمون بعد غزوة بدر. ويعد معلما جبل أحد وسيد الشهداء، من اهم المعالم الإسلامية والتاريخية البارزة في المدينة المنورة.
ويقع جبل أحد شمالي المدينة ، ويبعد عن المسجد النبوي 4 كم ، ويبلغ محيط الجبل قرابة 16 كم ، حيث يمتد من الناحية الجنوبية من الشرق إلى الغرب مسافة 3 كم ، ومن الناحية الشمالية يمتد من الشرق إلى الغرب 7 كم، فيما يبلغ عرضه شرقـا 2 كم، وغربا 4 كم. أما ارتفاع جبل أحد فيصل إلى 350 متراً.
وقعت غزوة أحـد في سفوحه الجنوبية ، ولذلك سُمّيت غزوة أحد ، وكان جبل أحد عن يمين جيش النبي صلى الله عليه وسلم وجبل الرماة عن يساره، وسمُي الجبل بهذا الاسم ( جبل أحـد ) لتوحده وتفرده ، فهو غير مرتبط بسلاسل جبال من حوله .
وهو من أشهر وأضخم الجبال التي تطل على المدينة المنورة، ويغلب على الصخور والحجارة التي يتكون منها جبل أحد الجرانيت الأحمر ، فيما يميل لون بعض الصخور إلى اللون الأخضر الزيتي . ويضم الجبل قمماً أو رؤوساً ليست شاهقةً في ارتفاعاتها، وبه هضاب متعددة، ويوجد بجبل أحد المهاريس وهي عبارة عن نقر طبيعية في الجبل لحفظ المياه المنسابة من أعالي الجبل.
وفيه أيضاً جبل الرماة، وهو جبل صغير يغلب على لونه الاحمرار، ويقع جنوب قبر سيدنا حمزة، ويفصل بينهما وادي قناة، وهو الجبل الذي أمر عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد أن يقف عليه الرماة ، لذلك عرف بجبل الرماة
ويحتضن أحد المقبرة التي تضم قبور شهداء غزوة أحد وهو الموقع المعروف حالياً بسيد الشهداء ، وهو اللقب الذي عرف به الصحابي الجليل حمزة بن عبدالمطلب، عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معلمٌ مميزٌ أيضاً، إذ يزوره كثير من الزوار والمعتمرين لمشاهدة الآثار المتبقية من شواهد التاريخ الإسلامي المبكر.
أحد الحاضر :
ويحظى جبل أحد بعناية من الجهات الحكومية ذات العلاقة ، حيث نفذت أمانة المدينة مشروعاً حيوياً لإنارة الجبل ، بشكل زاد من القيمة الجمالية للمكان، حيث يبدو مشهد الجبل للزائر ليلاً في منتهى الروعة والجمال ، فيما تنتظم كافة الخدمات بالقرب منه، ومن المعالم الحضارية التي ظهرت على الطرق التي تحيط بجبل أحد طريق الجامعات، الذي يخدم أهالي المنطقة، وكذلك القادمين من النّاحية الجنوبية، يوجد الطّريق الدّائري الثّاني، ومن الّشرق الطّريق المؤدي للمطار وجبل ثور.
يقول الزائر الباكستاني ( نور محمد ) : إنه حرص لدى زيارته للمدينة في شهر رمضان أن يزور هذا المعلم الإسلامي المميز. ويضيف : أشعر أني أعيش التاريخ في تلك الفترة ، وأتنفس أجواءها في المكان .
أما الزائر الآسيوي ، عبدالجليل برهان فيقول :
إن زيارة هذا الموقع .. ينقل الزائر إلى عوالم التاريخ ، وأحداث الماضي العريق،ويتذكرون ما أبلاه الصحابة والرعيل الأول وما قاموا به من ملاحم وبطولات وتضحيات.
ولذلك ما إن يأتي الزوار إلى المدينة المنورة ، فانهم يحرصون على زيارة
هذه الآثار الخالدة التي اعتاد المسلمون على ارتيادها كونها تعد معالم إسلامية ذات أهمية بالغة في المرحلة التأسيسية في الإسلام .
هناك اهتمامٌ واسعٌ من قبل زوار المدينة المنورة لمعلم ( سيد الشهداء ) والذي لا يكاد يخلو من الزائرين على مدار العام ، وتلقى اهتماما كبيرا من كل المسلمين في كل أرجاء المعمورة لمعرفتهم بأهمية ذلك المكان وتلك المعركة الشهيرة .. ولا يزال المسلمون يدرسونها ويتدارسونها .
ويحرص زوار المدينة النبوية على زيارة هذا المعلم إضافة إلى معالم بارزة أخرى كالسبع مساجد ومسجد القبلتين ومسجد قباء وغيرها الكثير مما تزخر به المدينة المنورة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى