كتاب واصل

بين الطموح والجنوح

 لم يكن لباس المايوه البحري على فتاة جميلة هو المحرك والد

الاستاذ " انور العكشان "
الاستاذ ” انور العكشان “

افع لمخترع الأيفون الشهير ستيف جوبز لكي يكرس جهده بالليل والنهار ليخرج باختراعه الذي أذهل العالم وحصد من وراءه ملايين الدولارات.

ولم تكن حانات الخمر والدعارة والليالي الحمراء هي الملهم لرجل ما يكروسوفت الأول بيل جيتس ليرتقي بنظام النوافذ الحاسوبية ويندوز ليدخل كل بيت في العالم ويصبح به أثرى رجل في العالم.

ولم تكن شاشات السينما وأفلام الرعب البوليسية هي الدافع للأخوان رايت ليقلعوا بأول طائرة في العالم ويفتحوا باب الجو للمخترعين من بعدهم .

ولم يكن جلوس المرأة خلف مقود السيارة في أمريكا وأوربا واليابان والصين هو السر في نهضتهم الصناعية والعسكرية  واختراعات العصر الحديث التي تميزوا بها وأخذوا بها تلابيب العالم يقودونه كيف شاءوا .

ولم تكن ليالي الرقص والغناء وحفلات الموسيقى الصاخبة مع ترنحات السكارى هي السبب في اختراع القنبلة الذرية أو الهيدروجينية أو عابرات القارات أو الوصول إلى سطح القمر وغزو الفضاء .

ولم تكن دور الدعارة وحوانيت القوادة وملاجئ أولاد السفاح وحالات الاغتصاب المتكررة والتحرش الجنسي في ميادين العمل المختلطة هي سبب نهضة دول العالم المتقدم في الصناعة والحضارة والمدنية والإمساك بزمام قيادة البشرية.

ومن يزايد في هذه الحقائق فهو كالحمار الأعرج الأجرب الذي لا ظهره يركب ولا ثديه يحلب ولا يحسن أن يقرأ أو يكتب .

إنما تطورت تلك الأمم وتقدمت تلك البلدان بالعلم والدراسة في ميادين المدارس والجامعات والتجربة في دهاليز المختبرات والصناعة في جواخير المصانع والمستودعات.

وهذا كله نتمناه ونريده لبلداننا ونحن معه ولا نقف ضده وفي شبابنا وبناتنا عقول ذكية ونفوس مصممة أبية وأذهان متوقدة متى ما أعطيناهم الفرصة ودربناهم ودعمناهم .

كل ذلك في حشمة من ديننا وصيانة لشريعتنا وحفظ لأعراضنا فليس بالضرورة حتى تكون مخترعاً  أن تكون سكيرا عربيدا

وليس بالضرورة لتكون ابنتنا عالمة في الطب أو الفيزياء والفلك أن تكون متبرجة مختلطة بالرجال في غير حياء ولا حشمة.

فديننا يدعو للعلم في حشمة ويدعو للصناعة والحضارة في عفة وطهارة.

لماذا يريد منا أذناب الغرب أرباب الشهوات أن نستورد من الغرب الرقص والدعارة والسكر والعربدة والسفاح والإنحلال الخلقي ولا نستورد منهم صناعة السيارة والقطار والطائرة والباخرة والصاروخ والدبابة.

ولا ارتباط كما أسلفنا بين الحضارة والقذارة

فيحق لنا أن نصف هؤلاء بمستوردي القذارة

ويحق لنا أن نصف المبدعين من ابناءنا وبناتنا في العلم والصناعة بمستوردي الحضارة وشتان بين هؤلاء وهؤلاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى