الدولية

أكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار

Syrian_refugees__Kos_august2015_AP

وكالات ــ واصل:

أفادت منظمتان غير حكوميتين الثلاثاء ان اكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار بعد خمس سنوات من الحرب مشيرة الى ان الازمة “اسوأ بكثير” مما تحدث عنه مسؤولو الامم المتحدة.

وخلص مشروع مشترك يجمع معلومات من شبكة تنتشر في عمق المجتمعات السورية المحاصرة، الى نتيجة قاتمة بان نقص تقارير الامم المتحدة بشان الحصار قد “يشجع دون قصد على توسيع استراتيجية الحكومة السورية ب+الاستسلام او التجويع+”.
وساقت جمعية “باكس” الهولندية و”معهد سورية” الاميركي مثالا على ذلك بلدة مضايا التي قضى فيها 46 شخصا بسبب الجوع منذ كانون الاول/ديسمبر.

وحذرت من ان الحجم الحقيقي للازمة يغطي عليه ما وصفته ب”نقص تقارير” الامم المتحدة عن الوضع على الارض.
وفي اواخر العام الماضي ظهرت صور لبالغين واطفال مصابين بالنحول الشديد نتيجة الجوع في مضايا اثارت غضبا عالميا. ومؤخرا سمح بدخول بعض المساعدات الانسانية الى تلك البلدة.

الا ان مضايا لم تظهر حتى على قائمة الامم المتحدة للمجتمعات المحاصرة، بحسب تقرير “سيج ووتش” الذي تقوم به منظمة باكس الهولندية بالتعاون مع معهد سورية، المنظمة غير الحكومية الاميركية.

وتضمنت بيانات جديدة جمعتها منظمات غير حكومية على 46 بلدة محاصر في انحاء سورية يسكنها اكثر من مليون نسمة محاصرين بمعظمهم من قبل قوات النظام بحسب التقرير.

واضاف التقرير ان الارقام يمكن ان تكون اعلى من ذلك لان جمع البيانات بدأ في تشرين الثاني/نوفمبر قبل ان هجوم للنظام لمحاصرة المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في مدينة حلب شمال البلاد. وادى القتال الى فرار الالاف.
وافاد ان المحاصرين معرضون “لمخاطر عالية بالوفاة” بسبب نقص المواد الغذائية والكهرباء ومياه الشرب.

وقال التقرير ان “المعلومات التي جمعتها حديثا مبادرة +سيج ووتش+ (مراقبة الحصار) تبين ان هناك اكثر بكثير من مليون سوري يخضعون للحصار في مناطق داخل دمشق وفي محافظات ريف دمشق وفي حمص ودير الزور ومحافظة ادلب”.
وجمعت هذه المعلومات عبر “شبكة اتصالات واسعة في البلدات المحاصرة”.

واكد التقرير ان ازمة البلدات المحاصرة في سورية “اخطر بكثير” مما قدره مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة.

واوضح انه في مواجهة ذلك فقد “بدأ السوريون التأقلم على اسلوب الحياة البدائي” وتبني “اساليب نجاة” بينها زراعة الحدائق على اسطح المنازل، وحرق البلاستيك لاستخراج الزيت.
وقتل في الحرب السورية المستمرة منذ نحو خمس سنوات نحو 260 الف شخص، وتشرد نحو نصف سكان البلاد منذ اذار/مارس 2011.
واظهرت اخر ارقام الامم المتحدة التي نشرت في كانون الثاني/يناير ان عدد المحاصرين في سورية بلغ 486700 شخصا، يعيش اكثر من نصفهم في مناطق يحاصرها النظام السوري.
الا ان “سيج ووتش” قالت ان البيانات تشير الى “استمرار نقص المعلومات عن ازمة الحصار في سورية” في تقارير الامم المتحدة الشهرية.

وقالت المنظمة ان “توصيف الامم المتحدة لا يعكس بدقة الوضع على الارض”.
واضافت ان بين 46 بلدة محاصرة، فان بلديتين فقط هما الفوعة وكفريا في محافظة ادلب، تحاصرها قوات المعارضة.
ويحاصر الجهاديون من تنظيم داعش وقوات النظام منطقة ثالثة — مدينة دير الزور حيث يعيش نحو 200 الف شخص، بحسب التقرير.

واكد المصدر ان نقص تقارير الامم المتحدة بشان اعداد المحاصرين، يعني ان العديدين لا زالوا “غير مدركين لحجم الازمة ونتيجة لذلك فان الاستجابة الدولية ضعيفة”.

وعلقت محادثات السلام الهادفة الى انهاء النزاع حتى 25 شباط/فبراير، حيث قال المبعوث الاممي الخاص لسورية ستافان دي ميستورا ان هناك حاجة الى “مزيد من العمل” لاعداد جميع الاطراف للتفاوض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى