داعش الغبراء وطفلة العشرة أعوام
داعش الغبراء وطفلة العشرة أعوام

التفتت إليّ طفلة لم يتجاوز عمرها أصابع اليدين بعد أن أنتهت من مشاهدة برنامجًا إخباريًا لم أكن أعلم عن محتواه شيئًا . إلا عندما باغتتني بسؤال. لا بل بأسئلة عديدة مربكة أستهلتها وقالت :من هم داعش ياخالتي ؟ولماذا يحاربون يقتلون ويقتلون ولماذا يقتل الناس بعضهم بعضا” بل ويقتلون أنفسهم أحيانًا وأحيانًا أخرى يفجرونها ومن الذي اخترع الحرب أصلًا غيبتني اسئلتها قليلًا في دهاليز ذاكرتي العتيقة فرأيت ابن خالتي وهو يربط قطعة عصا طويلة بحبل ويحملها على كتفه ثم يوجهها نحوي كبندقية مطلقًا أصوات طلق رصاص يختلط بصوت ضحكاتنا عندما أسقط على الأرض كقتيل في لعبة لاتتعدى الخيال بين قاتل ومقتول خيالين في لعبة حرب خيالية
عدت سريعًا لواقعي أمام طفلة فرض عليها واقعها أن تشاهد كل أنواع الحروب ماكان منها حقًا مشروعًا ولإحقاق الحق ودحر الظلم كعاصفة الحزم ،وما كان منها باطلًا غايته التسلط والدمار كحروب داعش الغبراء ضد الأبرياء ومشاهد القتل والدمار والجثث والاشلاء ملقى بها هنا وهناك لاتظهر معالمها ان كانت لشيخ كبير أمرلطفل رضيع صغير أم لإمراة أو رجل
تركتني صغيرتي لتعود وتشاهد ماتبثه القناة وتتركني لخيالاتي وتساؤلاتي التي لا أعلم لمن أوجهها ومن سيجيب عليها
هل فكر صغارنا فيما يتعلق بالحق والباطل معلوم لدينا ؟وما مفهومهم عن الحرب لديهم ؟وهل لهذا الفكر من تبعات نفسية أو عقدية وهل نستطيع استدراك خطر الفكر الضال .وما الاستراتيجية التي سنتبعها لإحلال الحق مكان الباطل والسؤال الأهم
من الذي يناط به أمر فكر صغارنا
حقيقة ربما نحن مغيبون أكثر من صغارنا وربما هم يعلمون مالا نعلم وأن جهلنا فحوى هذا العلم .
فلننتبه حتى لايأتي يوم لاينفع فيه الندب والنوح على مجتمع لم نصنعه نحن بل هو صنيعة ابناءنا بأدوات غيرنا
للتواصل
تويتر a
@aishaadil5
كلام واقعي. …ومع الأسف أصبح مشاهدة اللقطات المرعبة أمر عادي..بدون تحذير 18+
حتى اصبح يتداول في مقاطع الجوال…
ﻻفض فوك اخت عائشه…
اختي عائشة
لقلمك المميز بصمة في هذا المكان الجميل
شكرا لطريقة اقتحامك للمكان الهادئ واصل
شكر لقلمك العذب الذي أخذني في رحلة للماضي الجميل البسيط ، وانتقل بي إلى الواقع المؤلم الحزين
فمن جانب اللعب إلى جانب الجد
لعبة قتل ونهاية بشر
في فكر منحرف وإنسانية معدومة وحياة أصبحت جحيما لايطاق إلا بطاعة الله والثقة به سبحانه