متنوعة

من روائع شعراء وادي (ممنَى ) ” المخواة “

المخواة – واصل – محمد مسعود العمري :

(وادي ممنَى هذا الوادي الحبيب من وطننا الحبيب الغالي (المملكة العربية السعودية) الواقع شمال غرب محافظة المخواة أثيرٌ محبب لقلوب قاطنيه وساكنيه وقاصديه لما عُرِف به واشتهر عنه من دماثة أخلاق ساكنيه ولطيف عشرتهم، ومن جمال طبيعة خلابةٍ حباه بها خالقه؛ جذبت إليه أفئدة محبيه ممن يؤثرون الجمال ويعشقون الصفاء، ويجدون النقاء في طيب هوائه واعتدال أجوائه.

وكما قيل قديماً: (الشعر ديوان العرب)؛ نقل تاريخ العرب وثقافتهم ومعارفهم وأخلاقهم وعاداتِهم وتقاليدهم؛ وبه وثقوا أيامهم المشهودة صوّروا جوانب حياتهم بكل ما فيها بلا استثناء، وما تركوا من نبات ولا حيوان ولا أرض ولا سماء ولا ماء، فضلاً عن سائر مناحي حياتهم إلا ذكروه في أشعارهم.

ولقد استمر الشعر مع الإنسان العربي مصاحباً له في كل أيامه ولياليه في حله وترحاله وظعنه وإقامته؛ ففيه يفخر ويهجو، ويمدح ويذم، ويتحدث عن أفراحه ومسراته، ولوعته وأحزانه، وبين كلماته يبث همومه وشكواه، ويعبر عن حبه وسعادته، وعن عزله ووجده، وطربه وشجاه، واصفاً خلال ذلك كل ما حوله من مظاهر طبيعية من مناطق وأمكنة قطنها أو مرّ عليها وعبرها، وفياف وصحار وواحات وأودية وشعاب وجبال وتلال وعيون وغدران ومياه قصدها أو مرّ بها، وما ترك راحلة ولا حيواناً ولا غصناً ولا رملة ولا مسيلاً ولا نوءاً إلا ذكره في شعره

 حين نتحدث عن الشعر في وادينا الغالي فإنه لا بد قبل ذلك من أن نذكر أن الإحاطة بشعر أهل الوادي والحديث عن شعرائه أمر من الصعوبة بمكان؛ لأمور عدة منها وفرة التراث المنقول وكثرة الشعراء الذين تتابعوا خلال أجيال متعاقبة وأن أكثر هذا التراث (شفهي)حُمل أكثره في الصدور والأفئدة ولم يدون إلا القليل منه؛ وتلك هي طبيعة الأشعار والقصائد المحلية والشعبية؛ فإنه لا يذيعُ وينتشر منها إلا ما له تأثير عام واسع أو مثّلَ حالة استثنائية فريدة.

لذا فإنّ ما سنقدمه في هذا (الوصف) ما هو إلا جهد المقلِّ الذي يجتهد للوصول إلى ثمار تلك الدوحة اليانعة الراجي أن يدرك بجهده بعض ثمار تلك القامات السامقة والأساطين الشامخة لهذا أقول: إن أحدنا نحن الباحثين الدارسين إذا وصل إلى بعض غايات البحث والدراسة فإنه يكون قد أبلى بلاءً حسناً؛ ويبقى التقويم والحكم ملقىً على عاتق القارئ الكريم من محبي الوادي وأهليه ممن يحرصون على الإلمام والاستمتاع بما نظمه شعراؤنا شعراءُ وادي (ممنَى) قديماً وحديثاً من الشعر الفائق الرائق الذي عبّروا به عن مشاعر أهل الوادي ووصفوا افراحهم ومناسباتهم، كما وصفوا فيه  جوانب حياة أهل الوادي المختلفة أو عبّروا به عن حالات فردية شخصية من تجاربهم الإنسانية وأمزجتهم الرقيقة ولواعج قلوبهم وأحوالهم النفسية المختلفة.

نحن في هذا الوادي الجميل لدينا الكثير من الشعراء الذين حُفظتْ أسماؤهم وأشعارهم من الأجيال السابقة ممن عَلقت قصائدهم في القلوب وتناقلتها الألسنة وطربتْ لها الأسماع وهفتْ مع كلماتها المعبرة الأفئدة ورقّتْ لها الطباع وتجاوبت مع رسومها وأوصافها المشاعر فافترَّت الشفاهُ بالبسماتِ أحيانا وزخرت القلوب بالعواطف وامتلأت العيون بعبرات الشفقة والحزن والألم أحياناً أخرى لما تركه هذا الشاعر أو ذاك من أثر دافعٍ في نفوس سامعي شعره، ويكفي أولئك الراحلين عن دنيانا بأبدانهم الباقين بيننا بكلماتهم وأشعارهم يكفيهم فخراً وحُسن أحدوثة خلودُ قصائدهم وقصصهم وأشعارهم، ومن هؤلاءِ الشعراء الذين لا يزال طيب كلماتهم وجميل أوصافهم ورائق شعرهم، وخلاصة تجاربهم.

الشاعر الراحل/ أحمد بن موسى بن جحران العُمري، الملقب بـ(الباشة) من مواليد قرية (الغصنة) بـوادي ممنَى عام 1309هـ، وافته المنية يوم الإثنين 2/7/1420هـ، من شعراء الوادي المشهورين والمعروفين، صاحب كثيرًا من شعراء المنطقة المعروفين أمثال الشاعر عبدالباري العُمري، والشاعر إبن طوير المالكي، والشاعر محمد بن مصلح الزهراني (رحمهم الله) وغيرهم من الشعراء، صدر لهُ ديوان شعري بعنوان (المجتنى الثمري) لهُ العديد من القصائد اخترنا منها هذه القصائد:

البدع:

ياسلامي عليكم حسبة النو والما منه روج

وعداد الحيا في ديرة نابته لاباته الرج
نبت ماناشه الا الريح ماهو لبدو ناوجوه
قلتهامن صفاء العقل متوقّفٍ مامنه روجه
مايتيّه بنا لو كان فوق التلف يمشي بنا
لـ اجل ماهي لنا الدنيا وبعدا نزول وكم مضاها
مالها الا جليل الملك والليل يجري والفجور
مامعه غير يتعبنا بمد وهنداسه وثمنا.
والا ياكم رقاب اققى بها الله بغير اثمانها

الرد:

 صفة ارباطعش خلوني اعجم على مامن هروج
جارت الزعمة والشفات والغيظ والا باتهرج
كل واحد معه تسعين مذهب مع تسعة وجوه
ان جلسنا مع الجاهل فيا نجر قلبي من هروجه.
وان جلسنا مع الشيبان أثار البلى من شيبنا

ان بدينا بهرجة حق قالوا لنا منكم مظاها.
حبوا الظلم والبهتان والزور وايمان الفجور
ان بغينا نطاوعهم على مثل ذا المعنى وثمنا.
لن وش فايدة حملت روحي بزود اثمانها

((…قصيدة القاها الشاعر (أحمد الباشة) بإحدى الحفلات ((تصدى من خلالها لمهمة الإصلاح في الوقت الذي بلغت فيه القلوب الحناجر وتأججت النفوس بالغضب فما كان إلا أنه طالب بدق الزير وألقى قصيدة مؤثرة أسهمت في نزع فتيل الشر وتعانقت بعدها الأجساد وتآلفت القلوب…))

 

 يقول في قصيدته:

لا تفرق بين الأحباب يضايق الصدور
أنحن بني عم وأخوان لو في الجنة حور
يفرح الشيطان حن يجنح العاقل بعلمه
لا تقل يا أحمد مع الضيق هذ حدها

ونذكر ايضاً الشاعر مبروك …  -رحمه الله – أحد شعراء الوادي الكبار المشهورين في قبيلة زهران، صاحب الشاعر/ عبدالباري العُمري، والشاعر (الباشة)، والشاعر أحمد الغبيشي المشتهر بـ (أبو ناب) لهُ قصائد عديدة محفوظة (متناقلة)، عاش في القرن الرابع عشر، وهذه واحدة من قصائده التي تحصلنا عليها:

البدع:

مرحبا اهلين ترحيبة رفيق(ن) لخطر(ن) مرفيق

مرحبا مرحبا يأكل منه علينا مر فاقه

مرحبا بالذي ينقل عصاته خفيف ومرما

عند من يكرم الضيفان ما قال باوصف رعاوي

خلها تسمن الثيران حتى يجينا الموسمي

والله يا منزل الجودات ما ظن يغبى حن روحه

حني انا اعرفه والبعض يامن سمعني عارفه

وانحن نحمي فراع إيثال ما بي ينوش اللاش ريعه

عل الله بغزر النوء تمسي المخايل لازمه

عل راع الركيب المسقوي لا حرث ما قصبه

وأنتم السيل ذا شال العتم والسدر وش راكنا

 

الرد:

اليماني يقل مره معيل مريض ومر فيق

مره ما يعرف اللي جاي يحيي عليه ومرفاقه

مره يقذف دمن صافي من المخطيات ومر ما

قالها قدام قيفن يلتقون الشباء والصُفرّ عاوي

يوم تضلي المعابر في جنوب العمالة موسمي

والذي ما يحن المال ماضتني بيحن روحه

نعرف الحق والباطل ونعرف لقول العارفة

خل باليوم عاد الناس ما يطلبون الا شريعة

قلت ما يستوي طلبة شريعة وراها لازمه

ونحن لا قلك الرجال في ذبح ولده قصبه

لا شريكن غلطنابه ولا زع زعونا اشراكنا

وآن الأوان لنظهر مكنون هذا الوادي (ممنَى) ممن ترعرعوا بين أحضانه ونالوا شرف المقدمة وبلوغ الحظوة بيت (آل صنيق) عيدان وصالح ابنا أحمد، شاعران كبيران مخضرمان عرفتهما الساحة وأنست بهما المجالس وذاع صيتهما في الحاضرة والبادية عاصرا من شعراء الماضي جلَّهم ونظما أجمل القوافي في حلهم وترحالهم وصالح بجمال الصوت صادح حضوره مشهود وجمهوره موفود.

الشاعر/ عيدان بن أحمد صنيق أطال الله عُمُره من مواليد قرية (الحليمة) إحدى قرى وادي (ممنَى) عام هـ نشأ وترعرع بها، شاعر قروي، تميزت اشعاره بقوة الجزالة، عاش في بيئة قرويّة تتميّز بالبساطة وتتماشى مع طبيعة أهل القرية القنوعة كريم الطبع، والخَليقة، عاصر كثيراً من الشعراء القدامى والحاضرين.

وإليكم بعضٍ من اشعاره:

بدع ورد لهُ

يقول: في البدع

اهل اليمن غطو على الما بقات.
حطو صلاة الوتر بعد الفجور..
والفقر قيدهم وشعمل بهم..
ما ينتج التعليم ف الراس الاجلح..
قم طف نارك يااخ شبيتنا..
يقول في: الرد:
يبغون ينزوني في الموبقات..
اهل المشاكل والفتن والفجور..
لاكن انا ما دري وش اعمل بهم..
كنا ندارقها وهي راس الاجلح..
واليوم عادت في خشب بيتنا..

ويقول في رد على (الباشة) الذي قال:

خل بعض القماش يا شام خله..
ما يجي لي ثياب ولا ظلائل..
وانا قلبي عن الشباك زمزم..
وانحن عندنا ع الجو دريه..

 

الرد:

شف حمام الحرم يا شامخ(ن)له..
لا نفر له فنون وشي ظلايل..
وان طلع من على شباك زمزم..
ظلل المدعى والجودريه..

ويقول أيضا في رد على الباشة الذي قال:

خذت لي فلم جيد للصور صالح..
وأكثر الدين وانشد عند من باقي..
وانا ما قال قلبي باشتكي الليله..
لين أخلص ديوني من سرا يسري..

الرد:
اول الليل باشوف الصور صالح..
وابن عبد المعين ياوا لبن باقي..
وانت يا باشه بالبس بشتك الليله..
يرقص اللي قعد واللي سرا يسري..

ويقول عيدان في قصيدة بدع ورد لهُ

 

البدع:

يالله ياللي قرر الما بولج ميل..
وخلق للطفل جسم وبني عمر..
وخلق زمزم وله ف البوادي ممنا..
وجعل جدر الحرم لا بني عبيد..

الرد:
كثر الله خيركم يا هل الجميل..
وانحن ابني عم وانحن بني عمر..
وان بدا بادي وهيه بوادي (ممنا)..
تحتمي الماقف قبائِل بني عبيد..

 

وايضاً الشاعر / صالح بن (صنيق) من مواليد قرية (الحليمة) إحدى قرى وادي (ممنَى) عام هـ نشأ وترعرع بها، شاعر قروي، تميزت اشعاره بقوة الجزالة، عاش في بيئة قرويّة تتميّز بالبساطة وتتماشى مع طبيعة أهل القرية القنوعة كريم الطبع، والخَليقة، عاصر كثيراً من الشعراء القدامى والحاضرين لهُ قصائد كثيرة اخترنا منها:

يقول: في البدع
اللي يهودي يقل ما فيه ساعة قيامة
ماله يكن سيف بارع لا هواء بت صلبه
ويقول في الرد:

اموت في جلسته وأحيا بساعة قيامه
وإذا تغيّب غديت ادوّره واتصل به
————-
ويقول أيضا في رد على بن مصلح الذي قال:

 يالله يامن خلق وأحكم على أرضاَ وساعات
تقر مزحك من الطيحات وتقر بيده

يقول صالح:

يالله وإن كان باقي لي من العمر ساعات
تقرب أيدي من المزيون وتقرب أيده

وقد استلم راية الشعر من بعد أولئك الشعراء القدماء شعراء جدد ظهروا في وادينا وحملوا لواء الشعر وقدموا الكثير من العطاء الشعري الذي حاز على إعجاب من قرأه أو سمعه شعراء جاؤوا بالسحر الحلال من الأشعار الثَّمرة الوافرة المليئة بالإبداع ما بين عبارات بليغة في نظم ممتع له موسيقا تقع في النفوس والقلوب، ومشاعر تحرك الوجدان والقلوب بما تنقله من تجارب نفسية ووجدانية وبما تقصه من حكايا الوجد واللوعة والإخفاق أو قصص ذات نهايات سعيدة تحكي أحوال المحبين المقربين والعاشقين المنعمين.

واستمرت مسيرة العطاء لتبرز لنا جانباً مشرقاً من ثمرات الوادي لتنتج لنا شُعراءَ يانعين يتغنون بأعذب الشعر وأنغمه ليجمعوا بين الأمرين أصالة وعراقته وطرافة الحاضر وجديده، سطع نجمهم وعلا كعبهم أبدعوا وأودعوا لنا بديع المعاني وشنفوا الأسماع بأطرب الألحان.

الشاعر معيض بن أحمد العُمري يعتبر من الشعراء الشباب البارزين؛ يمتلك مخزوناً ثقافياً ومعرفياً، يهتم بشكل كبير بجمالية وفنية ومعايير القصيدة، كتب القصيدة الشعبية، والنبطية، والفصحى.

ولشاعرنا قصائد رائعة كثيرة اخترنا منها:

(شعبي شقر)

البدع:

اشغلتني يا طويل الرمش يا زاهي الطول
فقدت عقلي ورى عينك ولاح الزهيمر
احيان ادوّر على الجوال وألقاه ف يدي!
اشغلت بال المولّع بين هجرٍ ولاما
درّجت قلبه ولا كفّاك تدريج باله
الرد:
براد ممنا دوى ياليت يبقى على طول
ما ابغاه حزّه يقاطعني ولا حزّه ايمر
طيور ممنا دخيلك وجهيني وفيدي
أنا شربت الغيوم ولا تبقّى ولا ما
أخاف لا يزعل الوادي وتدري جباله.!

 (نبطي)

الغيم كتلة مشاعر والمدوح المطر
…..
يهطل على روس ما تخفى علاماتها
روس استقلت بمجد؛ استفردت بالفخر
…..
واسقت جذور المراجل من مطر ذاتها
روس ان تعادت على المضمار خيل الخطر
……..
ماردّها الموت عن سيرة بطولاتها
وان مر عسر الليالي واقتفاه اليسر
كيف أقدر أحصى مروّتها وشيماتها!
تخضع لكم جبهة التاريخ ي بني عمر
…….
ياصورة امجاد تعكسها مراياتها
قبيلة ابطال وجبال وسهول وبحر
…….
حتى السماوات تقرب من مقراتها
ذكا إياس وكرم حاتم وهيبة عمر
….
عدة خصال استقرت في رجالاتها
كبيرهم لاوقف يلفت عليه البصر
….
توسّم الارض خطواته وفزعاتها
مولودهم ضحكوه ببندق احدى عشر
….
ولعّبوا له بمخزن من رصاصاتها
وبن موالا تعالى بالفكر والنظر
….
شيخ الأشاعيب مستنهض مسيراتها

نمد له كف واحد فالحضر والسفر
…..
ونبايعه بالشياخة وبمقاماتها
وبن على والعلي مثل الظهر للظهر
…..
شيخ وتهامة تعظّم له سياداتها
لو تجتمع نجمة الصبح ونجوم السحر
يا ما اسعد النور في طارف سماواتها
حنا العمارى مخاوين التمر والجمر
….
في ديرة آل السعود وتحت راياتها
نبايع مْليكنا فالباديه والحضر
….
وبلادنا رؤوسنا تفدا مساحاتها

(شعر / فصيح)

 قصيدة (مصابيحُ فخْر

تكاتُفُ الْقَوْمِ مَنْجَاةٌ مِنَ الْخَطَرِ
….
يَسْمُو بِهمْ فَوْقَ نَجْمِ الْقُطْبِ وَالْقَمَرِ
ما ذلّ قَوْمٌ وَهُمْ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ
….
مِثْلُ الْجِبَالِ وَمِثْلُ الْغَيْمِ وَالْمَطَرِ
إِنَّ الْقَلُوبَ إِذَا طَابَتْ يطيبُ لَهَا
الْعَيْشُ …. حَتَّى تَدانى سَاعَةِ الْقَدَرِ
أَوَاصِرُ الْحُبِّ تَحْوِينَا وَتَجْمَعُنَا
….
يَا نَفْسُ تَوْبِي عَنِ الْأَخْطَاءِ وَاِعْتَذِرِي
أُلْقِي عَلَيْكُمْ سَلَاَمًا لَا مَثِيلَ لَهُ
نَعَمْ، وَمِنْ مِثْلكمْ ياقوم فِي نَظَرِي؟
أَنْتُمْ مَصَابِيحُ جُودٍ (يستضاءُ بِهَا)
وَبِالْ وَغَى النارُ لَا تُبْقَيْ وَلَا تَذرِ
أَنْتُمْ سَرَابِيلُ مَجْدٍ مَدْحُها شَرَفٌ
….
أصُبُّ فِيهَا شُعَاعَ الْفَخْرِ مِنْ صِغَرِي
أبطالُنا يا حماةَ الدارِ حُقَّ لنا
….
نفاخرُ الأرضَ بالأسماءِ والصورِ
شهيدُنا أنتَ حيٌّ لم تمتْ أبدًا ….

دوّنتَ تاريخَنا في مقلةِ البصرِء
إن جاءني راوي الأنسابِ يسألُني
ماذا سأحكي لهُ إن لم أكن (عُمَري) ؟!
إنْي فَخَوَرٌ بِكُمْ وَالسَّعْدُ يَأْسِرُنِي
فِي جَمْعِكُمْ يَا أَولي الْأَمْجَادِ وَالظَفَرِ
إِنْ غِبْتُ مَا غِبْتُ رَوْحًا عَنْ مَحَافِلِكُمْ
….
أَنْتُمْ معَ القلب فِي حِلّي وَفِي سَفَرِي
فِي مسْقطِ الرَّأْسِ ممنَا قَدْ جَرَى قَلَمِي
….
حَتَّى تَدْفّقَ مَاءُ الشِّعْرِ مِنْ حَجَرِي
لَا زِلْتُ بِالشِّعْرِ مَسْكُونًا وَمُخْتَلِفًا
….
وَيَطرَبُ الْجَمْعُ مِنْ سَبْكِي ومِنْ صُورِي
أُخَالِفُ الرّيحَ مَا تَغْرَقْ بِي السُّفُنُ
وَيَرْتَوِيْ الْمَاءُ مِنْ عشبي ومِنْ ثمري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى