ياوزير التعليم ابنتي كسرعظامها الحديد

نشأت في بيت أسرة فقيرة ، كانت وحيدة العائلة ، لم يكن لهم أبناء سواها.
امتلكت قلوب وحياة والديها حققوا لها ماتريد ومن مرحلة إلى أخرى حتى وصلت لآخر مستوى بالجامعة ، وتخرجت ابنتهم المتميزة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف .
تقدمت للجامعة لتصبح معيدة ولأنها ليست معروفة ، رفض ملفها وقدم غيرها عليها، لأن المقعد مخصص مسبقا لابنت فلان ابن فلان ؛ كانت تتمنى أن تكمل دراستها لتميزها ولكن حاجة والديها تتطلب ردا للجميل ووقفة وفاء فما كان منها إلا أن تقدمت بطلبها لوزارة التعليم كمعلمة أجيال .
وما علمت المسكينة أنها تسعى لحتفها.
جاءت البشارة لوالديها بالتعيين واستبشر الوالدين، وأقاموا مناسبة بسيطة فرحة بها .
ولكن الفرحة لم تكتمل فقد تم توجيهها إلى قرية تبعد عن والديه 400 كلم.
صبرت الفتاة المتميزة، وبحثت لها عن سائق يوصلها مع زميلاتها لمدرستها.
تقدمت بنقل خارجي ، ولم يحالفها الحظ ، لأن القدر كان أسبق لها .
فقد خرجت ذات يوم وهي تودع والديها وتقبلهما وكأنها آخر قبلة.
خرجت وانطلق السائق المتهور كالريح
يمشي بسرعة200 ومعلمتنا ماسكة
بالقرآن تقرأ فيه وتنظر لرقم والدها
الذي كان يتواصل معها حتى يطمئن
عليها .
وماهي إلا لحظات ويتغير الحال
وإذا بالسيارة تصارع الموت وتقضي
على من فيها فتخرج اختنا من نافذة
الباص فيرتطم رأسها بالأرض وفي
يدها جوالها وهي تنظر لرقم والدها
وصورته ، اتصل الوالد كعادته ليطمئن على ابنته ، ولكن “إن الجوال المطلوب لايمكن الاتصال به الآن …”
وماعلم والدها الحنون أن المصباح الذي كان يضئ حياتهم قد أنطفأ ، والجوال انتهى شحنه ولسان حاله يقول لعلها أنطفأت بطارية الجهاز ، مسكين هذا الأب لايعلم عما حدث لابنته الجميلة.
العادة أن تحضر البنت مع صلاة العصر
ولكن هذا المغرب إذن واظلم الليل ، واظلم بيت الأبوين الرائعين .
لقد ماتت ابنتهم الغالية ، ماتت لأن الله أراد ولكن لاننسى أن هناك أسباب لما حدث:-
أمن طرق لايتابع السائقين المتهورين
وزارة النقل لاتحاسب الشركات الناقلة
للمعلمات ، وزارة التعليم التي لم تحقق لهذه الفتاة رغبتها في النقل ، الكل مشارك في الجريمة
والمسئول يتفرج ولسان حاله :” انا لست المشارك في الجريمة لوحدي”، غياب الضمير ولارقيب ولاحسيب ، ومعلمتنا كسر عظامها الحديد.
وهكذا انتهت حياة وآمال الفتاة الجميلة والتي كانت لها أمنيات وآمال.
يالله كم هي مؤلمة القصة!!
.يالله متى يصحو المسئول من سباته! !
أليس منكم رجل رشيد!!!
واسمحوا لي أخوتي أبين لكم تقرير
أورده الأخ / داوود الشريان عن حوادث المعلمات فكان مما ذكره:
– 17% من المركبات تستخدم إطارات
لاتتوافق مع الظروف المناخية.
– أكثر من نصف القتلى في المملكة من حوادث المرور، وتحتل وزارة التعليم مانسيته 57% حوادث معلمين ومعلمات ، و35% من الطلاب.
– ميزانية التعليم 168مليار وهي تكفي ميزانية لخمس دول .
– مخالفات السائقين يسددها المعلمات .
– عدد المعلمات في داخل الباص 13 معلمة كحد أعلى و 7 معلمات كحد أدنى.
– 6.2حادث لكل 100 معلمة تنقل للتدريس خارج المدينة التي تسكنها.
– معدل حوادث نقل المعلمات أكبر من
المعدل الوطني لعموم الحوادث البالغ
أربعة حوادث لكل مئة فرد ، بمعنى
أن معدل الحوادث المرورية للمعلمات في المملكة يفوق المستويات الطبيعية لحوادث المرور.
– 20% من السيارات الناقلة للمعلمات تجاوز عمرها 10 سنوات.
– 15% إلى 56% من المركبات
فحصها الدوري غير صالح.
– 86% من الشركات التي تحمل تصريح لاتحمل فحص دوري أصلا.
ومما سبق يتبين لنا أن الخطب ، جلل والأمر عظيم وخطير يجب أن يتحرك الجميع كلا بحسبه ، فأرواح بناتنا معرضة للخطر، فكم من معلمة أعيدت إلى بيتها جثة هامدة ولا من يحرك ساكنا وكأنها ، غصن شوك أزيح عن الطريق.
سواق متهور وطرق وعرة وحركة نقل
مهترئه وسيدي المسئول إذن من طين وأذن من عجين .
ومازالت المعاناة مستمرة فهل نجد آذان صاغية وضمائر حية وقلوب مخلصة .