مساحة حرة

كيف… أبو سيف !!

أبو سيف راعي كيف ، وحتى لا تظن الظن الآثم ، كيفه ليس كيف محمود عبدالعزيز في فلم الكيف ، بل كيف إبن هذال عندما قال ” سوولي الكيف وارهو لي من الدله — البن الأشقر يداوي الراس فنجالـه —كيف لنا نحرقـه بالنـار وانزلـه — واليا انقطع لو ورى صنعاء عنيناله “!! و الكيف عنده خط احمر ، يهتم بأدق تفاصيله، حمسته، طحنته، تبهيرته ، حتى مقدار صبته !! محدد لا يتجاوز ثلاث رشفات في الفنجال، على أن لا تتجاوز فناجيله الثلاثة فهي مرتبة، مقننة ” للراس و العماس و النوماس “!!

      احمد جزاء العوفي

ومجرد نية التساهل في جزء بسيط من هذه الخطوط الحمراء ” عيب وشق جيب ” و قد تصل للمقاطعة ، شدني شدة تمسكه بهذه التفاصيل الدقيقة لقهوته و طريقة احتسائها، فسألته عن أصل ذلك، امتعض من السؤال وبافتخار رد : عاداتنا و تقاليدنا، لم تكن الإجابة مقنعة ، و أظن أنه هو بنفسه غير مقتنع ، لكنه الفكر الذي يحمله و يحاول فرضه على غيره ، لتستمر أجيال أبو سيف بحمل هذا المعتقد و العتب أو الغضب ممن تساهل فيه أو قلل من شأنه ، أما من يرفضه فذاك ” ماهو برجال ” !!.

ترى لو فكر أبو سيف تفكيراً ناقداً في تقصي الدقة لهذه المعتقد، أو تفكيراً منطقياً في البحث عن الأسباب والعلل أو تفكيراً توفيقاً في قبول الرأي المغاير بدلاً من التفكير التسلطي الذي رسخ في ذهنه هذا الفكر ، وجعله ساخطاً على كل تساهل فيه أو خالفه و يجتهد لغرسها في أبنائه و أحفاده، ويستحيل على مثله أن يفكراً إبداعياً لطرق جديدة لعمل و احتساء القهوة العربية .

ميز الله الإنسان بالعقل ، و حثه في كتابه على التدبر والتأمل و التشاور و إعمال العقل فيما يصح ، ومن المؤكد أننا جميعاً نطبق أنماط و أساليب و مهارات التفكير بدون أن نشعر، ولكن عندما ندعم ذلك بالاطلاع لا شك أننا سنعززها لنصحح بعض مفاهيمنا و معلوماتنا و نفلتر كثيراً مما نسمع أو نقرأ أو نشاهد

في زمن العولمة و ثورة برامج التواصل، أصبح من السهل الوصول لعقول أبنائنا و الثأثير عليهم، لذلك يجب أن نُنمي مهارات التفكير لديهم ونعودهم على الحوار والنقاش و التحليل ؛ حتى لا يكونوا أدوات و دُمى تحت تأثير أفكار غير دقيقة أو غير صحيحة ، أو سيطرة أشخاص يتحكمون بهم و يُسيرونهم وفق أهوائهم و رغباتهم ليتحولون إلى مسوخ تنفذ دون أن تفكر ، مع ضرورة توضيح الأمور التي لا تقبل النقاش و لايُعمل فيها العقل كالغيبيات الثابته و العادات و التقاليد الصحيحة التي لاتخالف الدين أو تقدح في المروءة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى