كتاب واصل

امي ” ماتت رحمها الله “

امي ” ماتت رحمها الله “

unnamed (27)
المستشار عبدالله الحارثي مدير التحرير بمحافظة  الطايف

نعم ….والله … .كلمة ليس لها مثيل

امي …أمي. …امي

اسمعها هنا وهناك …فالتفت للصوت

فإذا بطفل صغير ينادي امي

واذا بشخص يتكلم بحوالة يقول امي

واذا بآخر ينظر لصورة في جواله فيشير

اليها ويقول امي

امي ….كم تمنيت أن أعود من سفري

لا راك وانت بخير .

أمي ….ابتعدت عنك عشرين سنة بلا ذنب

وعندما عدت لارا ك قالوا لي انك سافرت

وذهبت ولم تستقبليني كعادتك.

أمي عمري الآن كبير وقلبي ينبض كثير

وفيه فراغ عظيم لا يملأه إلا سماع صوتك

امي…أيتها الإنسانة العظيمة

لماذا غبتي عني …لماذا تركتيني أصارع

أمواج الحياة لوحدي !!!

امي …كلمة لا يشعر بها إلا من فقدها.

أمي …كلمة ذهبت فلم أستطيع النطق

بها …أتمنى أن أقولها ….ولكن لمن

أقولها …من سيسمع نداءي بعد ذهابك.

من يشعر بشوقي إليك يا غالية .

ماتت امي …بسوء تشخيص …فاغرزوا

فيها كل أدواتهم ….حتى ضاق نفسها

فطلبت الأكسجين …فزادوا جراحها جراح

وثقبوا رقبتها وادخلوا إليه جهاز التنفس

امي ….غادرت وما يجدي البكاء

امي ….ذهبت وانا انظر اليها ولم استطيع

انقاذها ممن قطعوها.

كانت امي …نور يتلألأ …فانطفأ هذا

النور واظلمت حياتي بعدها.

أمي ….لن أنسى عندما اتصلت بي في

ليلة من الليالي وانا ابكي ….وحتى لا

ارهق روحك الجميلة …تحاملت على

نفسي ورديت عليك ….فكان أول كلمة

لك ” صوتك متغير سلامات فيه شئ”

الله أكبر على هذا الشعور الجميل

الله أكبر على هذا الإحساس النادر

امي اسمحي لي …..جاءني خبر موتك

قبيل الفجر …فقد ايقظني صوت بكاء

زوجتي ….فعلمت أن القضاء نفذ والاجل

حل …وملك الموت غادر بك ولم يرحم

حبنا لك ….ولم يرحم شوقنا إليك .

أمي ….عندما جاء خبر وفاتك …لم ابكي

ولم تدمع عيني ….الا بعد أن ادخلوا

جسدك الطاهر مقبرة المعلا ة في مكة

المكرمة بجوار بيت الله الحرام .

بكيت عندنا بكى أخي الصغير وائل وهو

يصيح على فراقك لأنه فقد القلب الرحيم

بكيت عندنا بكت خالتي وهي تأتي لتودعك

وانت في المغسلة …وهي تصبح وتقول

:” خلا ص ماعاد فيه عزيزة “

خلاص ماعاد نرى ذلك القلب الطيب

خلاص لن نرى تلك الإنسانة

كل من يعرفها يرفع لها الاحترام

والتقدير ويكن لها المحبة .

كانت امي ومازالت مضرب المثل للعفو

كنت أقول لها :” فلان لن اكلمه بعد

اليوم ” فكانت ترد علي بصفاء قلبها

“سامحه يا ولدي الدنيا ماتستاهل”

ولأن قلبها كبير ….فلن تجد فيه حقدا

ولا حسدا ولا بغضاً.

أمي ….رحلت إلى رب كريم عفو يحب

العفو. …فلا تخافي ستكونين بإذن ربي

في جنات ونهر في مقعد صدق عند

مليك مقتدر .

ابشري يا أمي ….فأولادك من بعدك على

العهد ….يحبون بعض …ويزورون بعض

ويعفون عمن ظلمهم .

ابشري يا أمي …أولادك من بعدك

اغناهم الله ….وامدهم بالنعم ..ووفقهم

واغدق عليهم .

فلتهنأي يا أمي في قبره …ففي كل

سجود أدعو لك ….وفي كل لحظة

انت في قلوبنا .

قلبك يا أمي فيه عمليتين ….ومع ذلك

تسالين عني ….اللهم ارحمها برحمتك

الواسعة واسكنها الفردوس الأعلى

من الجنة .

اللهم كما اسعدتنا وتعبت علينا فارها

في قبرها الضياء والنور والفسحة

والسرور واجعل قبرها روضة من

رياض الجنة يارحيم. ..أمي رحيمة

فارحم ضعفها …ياكريم امي كريمة

فاكرمها. ..يا لطيف امي لطيفة فالطف

بها. ..يا غفور. ..امي تغفروتسامح

فاغفرلها وسامحها.

اللهم من فقد أمه فالهمه الصبر على

فقدها ومن كانت أمه حية فالهمه برها.

يامن عنده أمه يراها …ويسمع صوتها

ويناديها :” امي “

حافظ عليها قبل أن تفقدها .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى