مساحة حرة

متى يستيقظ ضميرك أيها الزوج …” ارضها قبل أن تكون الضحية” !!!!!

يقول أحدهم في يوم من الأيام تأخرت في الحضور للمنزل ، وكنت في ليلة مع عروستي الجديدة ، والتي تزوجتها بدون علم أحد ” مسيار ” .

المستشار عبدالله الحارثي
المستشار عبدالله الحارثي

وعندما وصلت للمنزل ، سمعت من بعيد صوت بالمطبخ، فعلمت أن زوجتي ما زالت مستيقظه .

دخلت ومباشرة اتجهت إلى المطبخ فإذا بي أرى عجبا ، ماذا تتوقعون ؟!  لقد كانت زوجتي تحمل في يدها سكينا ملطخة بالدماء وهي واقعةعلى الأرض تنزف ومغمى عليها  .

يقول أخذتها وحملتها للسيارة لكي اوصلها للمستشفى قبل أن تنزف أكثر .  

يقول دخلت قسم الطوارئ وعند دخولي سألني الطبيب ماذا حدث لها ؟! من السبب ؟!

لم أجب عليه وقلت اسألها؟! حتى وهي مغمى علبها كان جوابي جافا وقاسيا ، ادخلوها مباشرة للتنويم ، وقاموا ولله الحمد بمنع النزيف .

طمنوني عليها انها بخير وجاءت الشرطة لتحقق في الموضوع ، وتم إطلاق سراحي  بكفالة  لمنزلي في انتظار أن تستيقظ زوجتي ، وتخبرهم  بما حصل .

يقول وفي عودتي للمنزل تذكرت حياتي السابقة معها وكيف اني قسوت عليها كثيرا ، وكم من الأيام تبقى في المنزل بلا أنيس وانا مع زملائي وأصدقائي.

كم من الأيام اسافر فيها واتركها بلا سؤال واطمئنان ، كم .. وكم .. وكم من ايام عانت فيها معي ، ولم أكن ذلك الزوج الرحيم ،  الودود اللطيف ، بل كنت جبارا شقيا .

 عدت إلى البيت وابنتي الصغرى تبكي تريد حليب ، يقول قمت في المطبخ ابحث لها عن الرضاعة وعن الحليب ، وحاولت اعمل لها حليب لاسكاتها ،  وليس رحمة بها ، كما تعمل أمها معها .

أحضرت لها حليبها وشربت ثم نامت ، حاولت أن أنام فإذا بإبني الصغير يقوم ، وهو يقول ماما انا جوعان ، ويبكي بكاء مرا تتفطر له القلوب  ، ولكن قلبي لم يتفطر من اجله ، ولا حتى ضميته  على صدري  .

قمت لا بحث له عن شيء يأكله ، فوجدت له ما يشبعه  ولو كان شيء بارد ، فانا لم اتعود على مساعدة زوجتي ، او الاهتمام باولادي ، ثم عدت لأنام.

 في تلك اللحظة اتصلت بي زوجتي وهي تتحدث بصعوبة ،  واول ما سألت عن ابنتي الصغرى هل اعطيتها حليب قلت بلى ، ثم سألت عن محمد هل أعطيته فطور قلت بلى  ، ثم أغلقت السماعة بدون اي حديث معي ، حاولت الاتصال بها لكن الجوال مغلق .

الآن الساعة العاشرة صباحا وانا لم انام ، وزوجتي في التنويم ومعي ابناءي في المنزل لا أحد ينتبه لهم ، وتعبت من طلباتهم .

وقفت اتأمل ذلك الجهد الذي تقوم به زوجتي كل يوم بل كل لحظة ، وانا في غروري وغفلتي ولا حول ولا قوة الا بالله .

اتصلت بأهل زوجتي لاخبرهم بما حدث وإنني ساحضر  لهم ابناءي ، واذهب  لزيارة زوجتي ، ذهبت مع عمتي إلى زوجتي بغرفة التنويم .

وعند الدخول رفض العسكري دخولي للغرفة وسمح لأمها ، وأخبرني بأن على مراجعة قسم الشرطة لأمر مهم.

غادرت المشفى وانا افكر فيما حدث ، ولماذا قسم الشرطة يطلبني؟!!

والاعجب من ذلك لماذا امنع من الدخول لرؤوية زوجتي؟!! أسئلة كثيرة تدور في مخيلتي عجزت عن الإجابة عنها .

اتجهت لقسم الشرطة وسلمتهم ورقة تحويل لهم ، قرأها الضابط المناوب ، وفتش  في أوراق عنده ، ثم أمر  العسكري باخذي  للتوقيف الانفرادي.  

صحت فيه لماذا السجن هل انا متهم بقتل أحد؟!! ، زوجتي وجدتها على الأرض ملقاة وبيدها  السكين ، وحملتها للمشفى ، ما ذنبي ؟! مالذي حدث ؟! .

لم يردوا على وأدخلوني السجن الانفرادي ، وبعد ايام تبين لي أن زوجتي ماتت لانها نزفت  كثيرا .

ووجهت أصابع الاتهام إلى وانا من كان سببا في وفاتها  وهانذا يحكم على بالقتل .

وبصراحه انا استحق الإعدام والحرق والقتل .

نعم لم أكن ذلك الزوج الذي حافظ على زوجته ورعاها حق الرعاية ، كانت تمرض فاتركها واذهب مع زملائي ، كانت تريد أن احادثها واسهر معا وكنت انظر اليها بحقد وكره بدون سبب !!!

كان ابني يتمنى رؤويتي واللعب معي فكان لا يستطيع  الاقتراب مني لان قلبي من حجر ، وكنت وحش كاسر اصيح واغضب  لأتفه الأسباب.

 انا من يستحق القتل ، انا من يجب أن يموت لا زوجتي ، انا السبب في انتحارها ، فقد صبرت حتى نفذ صبرها ثم كانت النهاية ، أن تخلصت من حياتها .

ومما سبق أحبتي لا نتعجب مما يحدث من حوادث قتل مفجعة ومؤلمة إما من الزوج للزوجة والأبناء أو العكس ، فالبيت أصبح مرتع خصب للشياطين  الغناء والموسيقى والقنوات التي لا ترحم بل هي سبب رئيس في هدم الكثير من الأسر ،  ولا حول ولا قوة الا بالله .

كذلك بالله عليكم أين القرآن والصلاة والسنن الرواتب في بيوتنا ، تجد الأم على الجوال وهاك اتصالات ورسائل ، والأب كذلك ،  والأبناء كذلك .

أين الاجتماع ؟! أين جو الأسرة والجلسات الجميلة والممتعة ، والاستماع للأب والأم ، ولتوجيهاتهم ، أين الأكل على سفرة واحدة؟!!! .

 من الذي يوجهنا ، وهل توجيهه سيجمعنا ام سيفرقنا!! مالذي حدث لنا ، لماذا نهرب من بعض من عالمنا الحقيقي إلى العالم الافتراضي؟!

عالم ليس فيه احساس ولا شعور ولا لقاء ، عالم نضحك فيه لوحدنا عندما نرى مشاهد مضحكة ، ونبكي لوحدنا عندما نسمع قصيدة أو شيلة ذكرتنا باحباب كانوا معنا ، وكنا نفرح برؤويتهم .

لهذا العالم الافتراضي مسميات كثيرة وصور اشباح ولهذا أصبح اللقاء بيننا صعب ، لأن لقاءنا جاف ليس فيه حب ولا مودة ولا رحمة ، الورد والابتسامات عبر الواقع الإفتراضي ، والتكشير والغضب في الواقع الملموس.

وصدق المولى سبحانه حين قال ” وجعل بينكم مودة ورحمة ” فكيف يكون بيننا مودة ورحمة ونحن لا نلتقي إلا صدفة أو في الأفراح والاتراح؟!

كيف يكون بيننا مودة ورحمة ونحن مشغولين عن بعضنا بعالم افتراضي لا يسمن ولا يغني من جوع ؟! كيف يكون بيننا مودة ورحمة ونحن لم نجتمع يوما من الأيام في مكان واحد؟! .

أحبتي الكرام هناك خلل كبير جدا ، واخاف أن يأتي ذلك اليوم عندما نكبر في السن ، فلا نجد من يسامرنا ويجلس معنا ، والسبب الواقع الحقيقي الذي اغلقناه ولم نهتم به والواقع الافتراضي الذي حملناه في ادمغتنا وجعلناه همنا وغايتنا .

فلنبادر من الآن بالاهتمام بالواقع الملموس والحقيقي، وجعل الواقع الافتراضي كما قال تعالى ” ولا تنس نصيبك من الدنيا “. لنحاسب أنفسنا على تقصيرنا قبل أن يأتي ذلك اليوم ” يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته  وبنيه ” فهل ننتظر ذلك اليوم !!!!!

اللهم وفقنا لأداء الأمانة واغتنام مافيه خير الأسرة والمجتمع وان يجعلنا لاهالينا واخواننا وأقاربنا وجيراننا من المتواصلين والمتحابين. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى