المجمعةــ واصل ــ حاتم الحربي:
شهر رمضان شهر الخير والعطاء يمتد ليشمل برحمته وفضائله كل فقير ومحتاج وملهوف، فالموائد الرمضانية فرصة حقيقية للّقاء بين الناس والتعارف والتباحث في شؤونهم وأوضاعهم. إنها موائد العلاقات الإنسانية الصادقة البعيدة كل البعد عن لغة الحسابات المادية الرخيصة، وما أكثرها في زماننا!
ففي وطننا العربي يقصد الفقراء والمحتاجون والمحرومون موائد الرحمن ومآدب الإفطار الجماعيّة المنتشرة التي يجد من يرتادها ما يشبع جوعهم، كما يجد بعض المحسنين الفرصة في هذا الشهر للقيام بأعمال الخير من خلال شراء ما يلزم من حاجات لهذه الموائد إضافةً إلى دفع أجرة من يقوم بخدمتها وتحضيرها.
هذه الموائد الرحمانية فرصة حقيقية لكل الناس على أن يتلاقوا ويتعارفوا، وليكون التكافل الاجتماعي حافزاً لدى الجميع للشعور بالوحدة والتضامن، ورمي كل الخلافات والحسابات بعيداً، والاستزادة من هذه الموائد في تعزيز روح التضامن والتعاون، في زمن كثرت الأزمات والتعقيدات، والَّتي تتطلَّب المزيد من تعزيز الروح الاجتماعية والإنسانيّة بغية استيعابها ومواجهتها، وليس هذا مستحيلاً على الناس، إن نظفت القلوب وخلُصت النيّات.
