كتاب واصل

الجامعات واجترار الفكر الماضي !

بقلم : روابي المفلح

المجتمع هو أنا وأنت ، ويومنا القائم هو الذي يحتضننا ونعيش فيه، ومن يريد البقاء في الماضي = فعليه العودة إلى الماضي وحده، وترك المجتمع وخياره !
التكرار والتشابه واجترار الفكر الماضي المعلب ذلك مما نعانيه في جامعاتنا منذ مدة، ولا نجد حلا جذريًا لهذا المشكل، فكل جهة تلوم الأخرى ! ولا نعلم من المسؤول حقًّا !
السؤال هنا يستبعد أي خلفيات، ويعني بالضرورة تساوي الإجابات مهما بدا اختلافها في نظر السائل الذي يزعم حياديّته ، أو يحاول أن يكون كذلك على الأقل.
إنّ البحث عن التطوير يجب أن يبدأ من معالجة الخلل، وإلا فإنه سيكون مصير أي رؤية تطويرية : أي الفشل حتمًا.
وبنظرة إلى صفحات معظم الجامعات على الشبكة نجدها ماهي إلا واجهة أمامية لامعة، وفي حقيقة الأمر فإنّ ثمة شروخًا هائلة تضرب في عمقها وتحتاج إلى معالجة عاجلة قبل أن يتهاوى البنيان.
من جهة أخرى فإن قمع أعضاء هيئة التدريس ذوي الرؤى المختلفة والفكر النير المتسق مع رؤية 2030 = عن طريق توجهات لا تمت للوائح المعتمدة بصلة، إلى جانب عدم تقدير الأستاذ الجامعي، كل هذا أدى إلى هزّ الدعامات الأساسية لشخصيّته الأكاديمية، وأصبح الأستاذ الجامعي غير قادر على الانسجام مع العمل الأكاديمي، مما ينتج عنه ضعف أدائه وتواضع مخرجاته، بل أصبح كجهاز روبوت يتحكم به رئيسه و(الجهات العليا) في جامعته !
وثمة حديث آخر ذو شجون ، يتصل بالفساد في الجامعات، وهو حديث بعيد الغور، متشعّب ومتشابك يعسر تفكيكه، لكننا نأمل أن يُلتفت على الأقل إلى حل المشكلات الصغيرة لتكون بداية حقيقية للتغيير وإصلاح الحال؛ حفاظًا على ثغرة من ثغور الوطن ، أعني بها الجامعات التي تحتضن عددًا هائلًا من شبابنا بناة هذا الوطن وحُماته.
إنّ أهمية الجامعات لا تقتصر على كراسي بحث علمية فحسب، بل يمتدّ إلى مجتمع مزدهر ونتاج ثقافي كبير ونقلة اقتصادية مرتقبة، فلا بد أن تنصب الجهود لخدمة الأهداف الكبرى، وتحقيق متطلبات الرؤية العظيمة التي وضع أسسها سمو ولي العهد .
إنني أختار الحديث في هذا الشأن مع أني لست بقيادية ولا مسؤولة، ولكني جزء من هذا المجتمع الذي هو أنا وأنت ، والجامعات نطاق خدميّ واسع لهذا المجتمع ، لا نريد له إلا البقاء والتميز والتفاعل مع المجتمع ومتطلباته الحاضرة وتطلعاته المستقبلية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى