مساحة حرة

(لم تدمع عيني على فراق ابي)

بقلم : عبدالله الحارثي

بعض الآباء يبالغون في القسوة على أبنائهم  وبناتهم وتلك القسوة التي أعني لاتختزل في معنى واحد فقط كما يتجه اليه الخيال ولكن قد تندرج تحتها عدة صور قد يكون من تلك الصور الحرمان مع وجود المال لدى الاب ولكن قد يكون الدافع البخل لدى الاب او تفضيل الاب اذا كان له زوجتين احد الزوجات وابناىها على الأخرى ( عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

(من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل). وقد تكون القسوة بالايذاء اللفظي والجسدي للأم وقد تكون القسوة بحرمان من نوع آخر وهو الحرمان العاطفي وعدم الحنان للابناء والبنات واحتظانهم وتقبيلهم ومقابلتهم بالعبوس والتجهم وتلك من الامور التي تنغرس في نفسية الأبناء وتجعل هناك حاجز نفسي بينهم وبين الاب حتى اذا كبروا تربوا على نمط وصورة للتعامل المماثل مع الوالدين وقد روي ( عن أبى هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس رضي الله عنه أبصر النبى -صلى الله عليه وسلم- يقبّل الحسن ، فقال: “إن لي عشرةٌ من الولد ما قبّلت واحداً منهم”، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( إنه من لا يَرحم، لا يُرحم) متفق عليه. ايضا القسوة تتمثل في توبيخ الأبناء امام اصدقائهم او الضيوف القادمين ألى المنزل وإهانتهم وشتمهم من قبل الاب ومن صور قسوة الاب التخلي عن الأبن او البنت في ازماتهم سواء الدراسية او مساعدتهم في زواجهم حين يكون الاب مقتدر ماديا ومن تلك الصور مضايقة الابن بعد زواجه في محاولة تربص اخطاء زوجته البسيطه خصوصاء اذا كانت الزوجه صالحة ومحاولة التنغيص عليه بدون مبرر او في العدل بين الابناء مثلا الميل مع احد الابناء ومحاربة الآخر فقط لأن احدهم حلو اللسان والآخر لايجيد التعبير ومن الصور كذلك بعض الآباء يعامل بعض ازواج بناته بتجاهل وعدم احترام بدون مبرر مماينعكس سلبياء على ابنته ومعاملة زوجها لها وربما حملها وزر مايقوم به ابوها معه جميع تلك المظاهر التي يقوم بها بعض الآباء تجعل بينهم وبين ابنائهم نوعا من عدم الود والتراحم والابن يجب ان يطيع والديه مهما حدث من الوالد وهذا مااوصى به الشرع ولكن الرحمة مطلوبه وقد شاهدت احدهم يقول لي بعد وفاة والده سامح الله ابي وغفرله فقد كان قاسي معنا حتى انني لم اذرف الدمع على وفاته ٠ الله كم هي قاسية تلك العبارة وحتى لانصل لتلك المرحله يجب علينا معشر الاباء الرفق بابنائنا حتى اذا كبرنا نجد ماغرسناه من رحمة وموده في ابنائنا يتمخض حبا وحنان فينا كماجآت به الآية الكريمه (وَقُلْ رَبّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) ماأجمل تلك الساعات التي تجتمع فيها مع ابنائك ذكورا واناث وتشعر فيها بمحبتهم وتوددهم لك حتى اذا كبروا وخرجوا من بيتك واستقلوا بحياتهم عنك سيشعرون انهم تركوا أب رحيم عطوف قدم الحب لهم وسيجني الحب منهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى