مساحة حرة

الوطن ( أجمل قصيدة شعر في ديوان الكون )

بقلم:تركي سعود بن فدغوش

حتى الآن لم يستطع العلماء والباحثين إيجاد سبباً علمياً يفسر سر ظاهرة حب الوطن الفطرية والانتماء إليه، بل والشعور بالحنين الشديد تجاهه وقت البعد عنه وأثناء الاغتراب لأسباب العمل، فإن تمعنت قليلاً بمعنى الوطن حرفياً فستجده أرضاً تضم الكثير من البشر، ولا يعني ذلك الأرض بمعناها الحرفي أو المادي وإنما المعنى المعنوي الذي يشهد مولدك وشريط ذكرياتك 

ولدينا من الأقوال المأثورة الكثير، فقد قال الإمام الغزالي ( والبشر يألَفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفراً مستوحَشاً، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم،   ويغضب له إذا انتقص ) .
فالأرض لنا مهد الذكريات وأطلال نمر عليها نتذكر فيها الحبيب والقريب, وهي أيضاً كالنسيم إذا مر بنا تذكرنا ما قد فات من الذكريات والأحلام وما مررنا به من أفراح أو أحزان .
وما يزيدنا ثقةً ويقينا في هذا الشعور النبيل، هو حب نبينا الحبيب عليه الصلاة والسلام لأرضه مكة المكرمة وحنينه وشوقه إليها، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية (( باسم الله، تربة أرضنا، وريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا ، بإذن ربنا )) صحيح البخاري .
كما كان صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها، وفي شرح ابن حجر أن في الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه .

فليس حب الوطن هو مجرد كلمات تلفظ وإنما أفعال نقوم بها لرفعة وطننا، ولكي نرد له الجميل بالعمل الجاد والحرص على كيانه ومقدراته من أيدي المخربين والمستهترين، وأن يقوم كل فردٍ منّا بما عليه من واجبات سعياً إلى تقدمه ورقّيه ،، وهذا الأمر يبدأ بالتعلم والعمل على بناء جيل جديد من العلماء والعاملين في شتى المجالات وتحفيزهم على العمل بإخلاص وبذل كل ما هو غالي ونفيس من أجل رفعة وتقدم هذا الوطن …

( حفظك الله ياوطني )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى