كتاب واصل

طفرة مشاهير “السوشال ميديا” .. !

الكاتب : تركي سعود بن فدغوش

يشهد عصرنا في هذه الأيام ظاهرةً تزداد بكثرة ملحوظة ألا وهي انتشار مشاهير السوشال ميديا، والتي لم تشهدها عصور أجدادنا، حيث كانت تقتصر الشهرة على السياسيين ورجال المواقف والشجاعة ورجال الكرم وأصحاب المكانات المرموقة ورجال الأعمال بحكم أعمالهم ومن يتواجدون في المجال الفني والرياضي كما كانت وسيلة الانتشار الوحيدة هي عبر الإذاعة والتليفزيون أو الصحف، ولكن كان ذلك في الماضي فلم يكن لديهم حداثة وتكنولوجيا اليوم، فالآن وبعد أن أنفتح العالم على مصراعيه للداني والقاصي وقد صار قريةً صغيرة، وتستطيع التواصل فعلياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أي جهة بعينها أو شخص ما بعينه، وبذلك أصبحت شبكة التواصل متسعة للجميع على أوسع نطاق وتصل إلى كل من لديه نافذة عليها.
فيمكنك من خلال “الفيس بوك ” أو “تويتر” أو ” السناب شات ” وغيرها الكثير أن توصل أفكارك بالكتابة أو الصوت والصورة بكل سهولة، حتى أنه الآن أصبحت خاصية البث المباشر متاحةً للجميع في أي وقت ومن أي مكان، وهنا ظهرت ( طفرة مشاهير السوشال ميديا ) التي نشهدها حالياً، فبقدر ما كنت نشطاً على صفحاتك وتقوم بالتدوين أو التصوير باستمرار، وتشارك بكل الأحداث بأرائك وأفكارك، فبذلك تتوسع دائرتك من خلال المشاركات ومن ثم ازدياد المتابعين حتى تصل إلى حدٍ كبير من الشهرة بين متابعيك، ولا نغفل أن الشهرة أمر نسبي على كافة الأصعدة .
وبالحديث عن مشاهير مواقع التواصل، فستجد أكثرهم يتقن الحديث بحلو الكلام، ويتلون بما تحمله عقول الشباب من الأحلام، فيعطيهم الكثير من الأقوال والقليل من الأفعال، أو بالضحك والاستهزاء وهنا مربط الفرس، فقلما تجد منهم صدق الكلمات التي تنفع المجتمعات، أو ما ينم عن مشاريع هادفة تخدم المجتمع وتعود على الجميع بالنفع والفائدة .

فما أسهل أن تجلس في بيتك وتظل تكتب أو تصنع محتوىً مرئياً أو مسموعاً، ثم تنشر، وتزيد من مشاركاتك بشتى صورها فتأسر العقول والقلوب، وربما في بعض الأحيان تسيطر على متابعيك بأفكارك التي تفرضها عليهم بكثرة تداولها وتكرارها، ويصبح الأمر بلا أدنى قدر من التفكير ولكن الانتشار وحسب، دون النظر إلى تحقيق النفع لهؤلاء المتابعين أو أن يعود الأمر عليهم بفائدة في حياتهم العلمية أو العملية، فقط السعي لتحقيق شهرة زائفة، ليس لها أي وزن بالمجتمع الفعلي ولا أية قيمة تذكر .
ولا يقتصر الأمر على الجانب السلبي فقط، بل هناك بالتأكيد من لمعت أفكارهم وفرضت نفسها على كافة الوسائط وحتى الإعلامية فقامت باستضافتهم ومناقشة مشاريعهم لتعم فوائدها على المجتمع بأسره، ولكن وجب التحذير من السير بلا عقل وتتبع مشاهيرٍ يصعدون بمساعدتك للوصول إلى أهدافهم الخاصة والتي لن تفيدك في شيء، بل يمكن أن تنعكس عليك بالسوء والسلب .
وأجعل لديك مبدءاً حياتياً، هو ألا تكون تابعاً بلا عقل وفكر ملياً قبل تتبع آثار المشاهير، وأنظر ماذا قدموا لك وللمجتمع أو لأوطانهم ( وأعلم أنه لولاك ما اشتهروا ) …

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى