مناسبات وتهاني

في يوم الوطن…الوطن يتغنى بإنجازات ولي العهد والعزم و الحزم

د/عبدالرحمن العليان مستشار معالي مدير جامعة جدة

جدة – واصل – نواف التمامي :

ابارك لسيدي خادم الحرمين الشريفين و لسمو ولي العهد و للشعب السعودي يوم الوطن، يوم التوحيد، يوم صف الصفوف نحو الأمل و المستقبل و الأمن و الآمان، نحو وطن و مواطن متلاحم، دينا، و فكرا، وعقيدة ، و منهجا و حبا للقيادة و الأرض و عشقا للمملكة العربية السعودية.

يتغنى الوطن بما انجز من قبل أبنائه من عهد المؤسس حتى هذه اللحضات العزيزة على قلوبنا و قلوب المحبين لهذا التراب الذي وطئت أقدام المصطفى عليه السلام وصحابته أرضه، لنشر العدل و الايمان و التسامح و المحبة و السلام للعالم أجمع.

في يوم الوطن… يتغنى الوطن برجاله و نسائه و بانجازات رجاله و نسائه المخلصين في كل ميدان و مجال لتنمية الوطن على كل صعيد، في هذا المقام المتواضع، سافتح نافذة قد لا نشاهد من خلالها كل التفاصيل الدقيقة للملفات والانجازات لسيدي ولي العهد حفظه الله والتي استلمها من سيدي خادم الحرمين الشريفين رعاه الله.

قاد سمو الامير محمد بن سلمان ملفات معقدة و مجالات متنوعة اقتصادية و اجتماعية و سياسية، فقد استشعر سيدي حفظه الله اهمية التخطيط و الاعداد للمراحل المقبلة للاقتصاد الوطني لمراحل ما قبل النفط، لقد كانت الرؤية السعودية بكل تفاصيلها و برامجها و خططها وخاصة خطط التحول الوطني 2020، لتأسس لعهد جديد في إدارة التنمية و الفكر و المال و الاقتصاد برؤية و اضحة و مرنة و ذات مؤشرات دقيقة للمتابعة والتقييم، و بالتالي التقويم و اتخاذ القرار المؤسسي المبني على المعلومة و الارقام و بعيدا عن الارتجال و الفردية. يتابع سيدي حفظه الله مشاريع الاصلاح للبنى و الخدمات من خلال حزمة من البرامج المتنوعة، يأتي التخصيص للخدمات الحكومية من أهم البرامج من أجل تطويرها و كفايتها و كفاءتها للمواطن والمقيم والزائر لهذا الوطن المبارك. أعطى الامير محمد بن سلمان لمعايير المحاسبة و المتابعة بعدا جديد من خلال مؤشرات الاداء للوزارات و الهيئات الحكومية يحاسب فيها المسؤول بشكل مباشر في حال القصور في تحقيق الأهداف و الرضى المطلوب في العمل. يحارب ولي العهد بالتوازي مع عمليات التطوير الفساد بكافة أشكاله و أنواعه في القطاع العام والخاص، للوصول لمستويات عالية من الشفافية و الحوكمة و الرضى عن العمل والخدمة للمسؤول و المواطن.

قاد سمو ولي العهد الملف السياسي بشكل ملفت، حيث أبهر الداخل السعودي و الدول العربية و الاقليمية و الدولية، أن السعودية و مصالحها أولا في أي إتفاق أو معاهدة أو مشورة أو تعاون والتي يشير لها بعض الكتاب الغربيين ب “سيادة القرار السعودي” والتي أثرت في “سيادة القرار العربي” و عزله عن الضغوط و المصالح الخارجية و التي لا تتفق مع مصالحنا و سيادتنا كعرب و كوطن مستقل. ففي الداخل تمكن سمو و لي العهد من تأصل اللحمة الوطنية من خلال تعزيز كل ما يوثق عرى المجتمع و يبعد الفرقة و التشرذم، لقد قامت البرامج و القرارات و التوجيهات المستمرة للقيادة حفظها الله من تعزيز أمن الوطن داخليا و خارجيا من خلال الضربات الاستباقية للعناصر الارهابية و عملياتها، و توجية ضربة قاسية جدا للمتأثرين من ابناء الوطن من خلال تأثرهم و تعاونهم مع فكر و مصالح عدد من الدول او المجموعات المتطرفة سلوكا و فكرا، والتي تهدف للمساس بأمن الوطن و ثوابته و قيمه الوسطية و دوره في حماية مصالح الإسلام والمسلمين و العرب. لقد كان للنجاحات الباهرة لملفات التحالف العربي من خلال عاصفة الحزم و الوقوف ضد المشروع الإيراني من خلال أدواتها في اليمن، والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، صدى واسع النطاق محليا و دوليا من خلال الحفاظ على الهوية العربية و الاسلامية من الضياع و التشرذم. فلقد استطاعات المملكة من جمع اكبر تحالف بعد الحرب العالمية الثانية من خلال التحالف الاسلامي ضد الارهاب والذي حضي بإحترام و تقدير جميع الدول في منصات الامم المتحدة بإستثناء ايران!

وفق سيدي ولي العهد حفظه الله في ادارة عدد من البرامج و التوجهات و القرارات من تعزيز موقع المملكة و عمقها دوليا من خلال أن تكون المملكة محط انظار العالم و ذلك لترسيخ الموقع القيادي و عناصر القوة في المملكة و استثمارها لتعزيز نشر السلم و السلام و التعايش بين العالم اجمع، وذلك من ادوات الحوار الوطني و الحوار بين الثقافات و الحضارات و الوقوف صفا واحدا ضد التطرف و الاهاب بكافة اشكاله. اشارت الصحف الغربية على ان الامير محمد بن سلمان قادر على تغيير العالم في الفكر الاستثماري الجديد و في فتح مجالات الاستثمار السعودي للشركات الريادية و في تعزيز موقع دولته في قيادة العالم سياسيا و اقتصاديا،فقامت المملكة العربية السعودية بعقد عدد من المؤتمرات و الفعاليات و البرامج و التي ساعدت في مجملها من جعل الرئيس الامريكي أن تكون بلدي المملكة العربية السعوديةهي الدولة الأولى في زيارته بعد تنصيبه، و ليجتمع مع قادة العالم الاسلامي في قلب العالم الاسلامي لتعزيز التعاون نحو عالم متآلف و متعايش و خال من عناصر الفرقة و التشرذم فيما يتعلق بالسلم و السلام الدولي و الذي يبنى على المصالح المتبادلة و عدم التدخل في شؤون الغير و مصالحه و أمنه الفكري و القيمي.

داخليا، استطاع ولي العهد حفظه الله من تعزيز إمكانيات المملكة الاقتصادية و التنموية من خلال ما حبانا الله به من مقومات والتي لم يتم استغلالها بالشكل الكامل، وحد سيدي حفظه الله مجالس الدولة العليا في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية و مجلس في الشؤون السياسية و الأمنية، لقد أوضحت الرؤية السعودية إهتمام القيادة حفظها الله بتعزيز مصادر متعددة للدخل الوطني و لا تعتمد على النفط. وعلى ساحة التطبيق الفعلي، أظهرت التعديلات و القرارات الاخيرة في تطوير صندوق الاستثمارات العامة -أكبر صندوق استثماري في العالم- الذي يرأس سمو ولي العهد إدارته، ليكون ذراعا مؤثرا للمملكة في قيادة المال و الاعمال على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي. لقد استحوذ الصندوق على مشاريع و شركات ذات دخل مطمئن و مخاطر قليله كما هو واضح من أسماء المشاريع و الشركات التي دخل معها الصندوق كمستثمر ذكي، ولبيان نجاح القرار في الإستثمار في بعض الشركات، فلقد استثمرت عدد من الشركات الأمريكية العريقة مثل شركة أبل و بعض المستثمرين الكبار و المهمين من الصين و اليابان في صندوق رؤية سوفت بنك بعد دخول المملكة فيه، وهذا يعني ثقة المستثر الدولي بقرار المملكة و رؤيتها في الإستثمار الواعي و الذكي. أعطى سمو ولي العهد المساحة الكافية لشركة ارامكو لتبدأ مرحلة جديدة في عمليات التطوير و الاستثمار، لتعطي الشركة بعدا عالميا جديدا في تنوع مشاريعها و إستهدافها للأسواق من خلال استثمارات مباشرة في الدول المستهدفة، لتعزيز نفوذها و مداخيلها بشكل افقي بشكل ابهر عدد من الكتاب الغربيين الاقتصاديين من هذه الخطوات الجريئة و الاستراتيجة للشركة السعودية. أقر ولي العهد العديد من البرامج والتي بدأ التنفيذ بها من خلال توطين العديد من الصناعات و الاعتماد على المهارة والمقومات الداخلية في ذلك من خلال تدريبها، ففي قطاع صناعة السلاح، تم انشاء الشركة السعودية للصناعات العسكرية، والتي سنرى قريبا خطوط انتاجها تعطي الاكتفاء المحلي، و التي سيكون من أهدافها أن تكون المملكة من الدول المصدرة للسلاح للعالم. لقد تم تنشيط استقطاب الإستثمار الأجنبي والذي سيكون الهدف فيه مزدوجا من خلال فتح الفرص للعمل للشاب السعودي و نقل المعرفة والتكنولوجيا للمملكة، اكثر من 50 شركة عالمية ستكون قريبا على أرض المملكة، نصفها تقريبا من الولايات المتحدة، وهذا يعزز الشراكة المستدامة بين الوطن و الولايات المتحدة الامريكية و التي عززتها قمة الرياض.

يقود سيدي ولي العهد دولته والتي حوالي 70% من سكانها من العنصر الشاب، فمكن حفظه الله الشاب السعودي ليقود مسيرة التنمية في مجلات متعددة، قام حفظه الله بإرسال مئات الشباب الى جامعة هارفاد للتدريب كقيادات واعدة للوطن في المستقبل، شجع و دعم بسخاء جميع البرامج التي تهتم بتنمية و تدريب الشباب مهنيا و علميا و سلوكيا. دعم حفظه الله المشاريع الناشئة و المبدعة للشباب السعودي من خلال مؤسسته الخيرية”مسك” لتأسس و تعزز الجانب التطوعي و الخيري نحو المجتمع بفكر و إدارة الشباب لخدمة إخوانهم شبان و شابات الوطن في دعمهم في كل مجال. منحت مجلة فوربس الشرق الاوسط جائزة شخصية العام القيادي له حفظه الله لدعمه رواد الأعمال من الشباب، أما فورين بولسي وهي مجلة السياسة الامريكية وضعته أحد أهم المفكرين في العالم في قائمتها، ليكون سيدي حفظه الله من الشخصيات الأكثر تأثيرا في صناعة القرار في العالم. سمو ولي العهد محاور من الطراز النادر و المقنع، ويتضح ذلك من خلال ملف وزيرة الخارجية السويدية واعتذار بلدها لتصريحاتها، و إقناعه للرئيس السوداني من خلال حوار قصير من تغيير سياسة السودان في علاقتها بإيران و طرد السفير و الملاحق و المؤسسات الإيرانية من الدولة السودانية.

إن عهد الحزم و العزم في هذا العهد المباركة، يدار من خلال شخصية فريدة من نوعها، حيث يضع سيدي حفظه الله مصالح الوطن و العرب و المسلمين فوق كل اعتبار. فلقد شاهد العالم كيف تعامل حفظه الله مع الملف القطري، و الذي يعتبر مشروعا يجمع أعداء الوسطية و الخير و الصلاح ضد من يحرس أمن الخليج و العرب فكرا و قرارا. كانت قطر الدولة المنفذة لهذا المشروع من خلال ادواتها الناعمة، تعمل و تعزز التفرقة و التشردم للدول العربية و الإسلامية، فدعمت قطر ما يسمى “الربيع العربي” وشجعت الاطراف و الافراد و المنظمات ماليا و معنويا ليكونوا معاول هدم لإستقرار الدول. لم تستخد قطر المسار الاخلاقي في وضوح ما تخطط له بشكل معلن و واضح، فقامت بدعم محاولات الاغتيال لعدد من الرؤساء، و قامت بدعم الافكار المتطرفة برغم تناقضها كالقاعدة و داعش و حزب الله و المنظمات الشيعية كأدوات لتنفيذ خططها في تصدير الفوضى العارمه مستخدمة الصوت الاخر و حقوق الانسان و الحرية و حقوق المحرومين، والتي لم تكن معايير و قيم داخلية في قطر التي تسجن الشعراء و اهل الفكر و تجرد المواطنين القطريين من جنسياتهم لعدم تطابق افكارهم مع قيادتهم.

إن القرار في التعامل مع قطر كان قرارا شجاعا من قائد استلم وبكل ثقة هذا الملف من خادم الحرمين الشريفين، لكي يحيد هذا العنصر الذي يستخدم المال و القوى الناعمة في التأثير و التوجيه و التدخل في أمن و آمان الوطن من خلال أدواته التي تم تحييدها و تتبعها فكرا و تمويلا و سلوكا مما كان له أثر بالغ في انعدام حالة التأثير علينا كسعوديين، و ذلك لان الخلطة السعودية و التي كانت خافية على العديد من دول العالم و خاصة قطر، هي أن المواطن السعودي ملتف حول قيادته وهو مشروع متعمق في فكر و قيم المواطنة السعودي، الخلطة السعودية و التي كانت خافية على أعدائنا و حسادنا، هي أن الانسان السعودي بأخلاقه و أدبياته و وسطيته و حبه لوطنه و قيادته تجاوز و سيتجاوز مشاريع حسادنا والكائدين في استهداف الوطن و شبابه في عالم مضطرب بالافكار و الحروب و التطرف، و سنمضي مع قيادتنا نحو تنمية شاملة و سنكون مأثرين بقرارنا اقليميا و عالميا، و ليس لهم عزاء الا أن يكونوا في مدرجات المشاهدة ولكن عليهم أن يشاهدوا إبداعنا و تفوقنا و تطورنا بدون ازعاجنا باصواتهم التي يعلوا عليها صوت “السلام الوطني السعودي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى