مساحة حرة

بتوحد بلادنا . . توحدت قلوبنا

بقلم أ:عـبد الـفـتاح بن أحمد الريس  

نعايش اليوم ذكرى خالدة لتوحيد بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب

الله ثراه ، وكيف تحولت من حالة الفوضى والتناحر والفرقة وتفشي الفقر والجهل والأمراض إلى أمن واستقرار ورغد عيش ونحن إذ نتذكر ذلك اليوم التاريخي المجيد ينبغي ألاّ يكون مجرد ذكرى عابرة أو نجسد ذلك من خلال مشاهد وايقاعات وعرضات وقصائد شعرية ولوحات تشكيلية وإقامة الأوبريتات أو نقوم بتعليق لوحات مكتوباً عليها عبارات وطنية ومن ثم نعلقها في شوارعنا وفي مياديننا وفي مدارسنا أو نتوقف عند قولنا أنا مواطن أو وطني أو أنا من هذا الوطن حينما نُسأل من أي بلد أنت خارج الحدود ؟ وإنما ينبغي أن نتوج ذلك بالعمل الصالح والمخلص والدؤوب ، فما تحقق لهذه البلاد من وحدة في الأرض ووحدة في القلوب ليس بالأمر الهين وهذا ما ينبغي أن يعرفه أبنائنا جيل الحاضر والمستقبل عوضاً عن ترسيخ محبة هذا الوطن في نفوسهم لا سيما وأن وطننا يتفرد عن غيره من بلدان العالم قاطبة بوجود بيت الله الحرام والكعبة المشرفة قبلة المسلمين ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإضافة للمشاعر المقدسة التي يـفـد إليها المسلمون من كل فج عميق لأداء فريضة الحج ، فما أروع وطننا وما أجمله زمانياً ومكانياً وأنه لخليق بنا ، ومن أتون هذا التفرد المحافظة عليه والذود عنه والقيام بكل ما أمكن لخدمته في كافة المجالات الحياتية ، فلقد أعطانا وطننا الشيء الكثير من خيراته التي لا تُعد ولا تحصى طيلة عقود وأنه لمن الوفاء أن نرد عليه ذلك الجميل ، ولو بالقدر اليسير ، وأن نبتعد في ذات الوقت عن كل ما يسيء لوطننا ومجتمعنا وقيادتنا من اختلاق الشائعات واثارة الفتن وبث الفرقة والتعصب القبلي ، وأن نتآلف ونتعاضد ونتسامح ونتعاون على البر والتقوى والإحسان ونبذ الفساد بكل أنواعه وصوره ، وأن نستشعر عظم المسئولية الملقاه على عواتقنا تجاه هذا الوطن المبارك من كافة النواحي ، وأن ندرك تماماً بأن الولاء الوطني هو بمثابة صمام الأمان ضد الفوضى والتفرقة وما ينداح عنها من تعطل في المصالح الخاصة والعامة ، فضلاً عن التخلف عن ركب الحضارة والتقدم الإنساني ، ولكوننا نعايش اليوم متغيرات حياتية وسط عالم يعج بالأحداث والصراعات والتحديات والحملات الشرسة من لدن أعداء الإسلام والحاقدين عليه حسداً من عند أنفسهم ، فإن هذا ما يتطلب منا جميعاً اليقظة والحيطة والحذر لأجل سلامتنا وسلامة وطننا من كل معادٍ وحاقدٍ وعابث ومخرب ليبقى حراً أبياً عالي المجد والفخار وشامخاً بين سائر الأوطان.. نستلهم من ماضيه التليد العظة والعبرة والدروس ونغرف من قيمه الأصلية الصافية ما يهيئ لنا سبل التطور والرقي في مضمار الحضارة والتقدم الإنساني . يقول أحد الشعراء في بلادنا بهذه المناسبة :
ما أنتِ مملـكـتي بل أنتِ ما لـكـتي * أهـوى سماءك مصبـوغـاً بإشراق
ردي إلـىّ فـؤادي فـهـو يسـبـقـنـي * إلـيـكِ والـوجـد يغـلي بين أعـمامي
لـكي أسافـر من قـلـبي إلى وطـني * أهــدي تـحــيـة مـشـتـاق لـمشـتـاقِ
حمى الله وطننا من كل سوء ومكروه ، وعاش المليك للعلم والوطن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى