بالصور … “طريق الثمد” مشاهد ومآسي تتجدد ومطالب لم تنفذ

خيبر – واصل – عبدالله الذيابي :

(طريق الثمد – طريق الموت ) تعتبر قرية الثمد التابعة لمحافظة خيبر من أكبر القرى بالمملكة من حيث المساحة والسكان، وهي تربط محافظة خيبر بالمدينة المنورة ، ويعتبر من أهم الطرق نظرا لارتباط المحافظة إداريًا بمنطقة المدينة المنورة ، وكذلك تزايد أعداد المسافرين عبر هذا الطريق الدولي ، خاصة خلال موسم الحج والعمرة ،وتوافدت الحملات من الدول المجاورة كالعراق والأردن ومصر وسوريا بالمملكة، حيث يمتد لمسافات طويلة ،فمن جهة الشمال الغربي يحدها منطقة تبوك وحائل والعلا ، ومن جهة الجنوب منطقة المدينة المنورة ثاني أكبر تجمع تشهده بعد مكة المكرمة ، في حين نجد أن طريق الثمد أو كما يحب أن يطلق عليه البعض طريق الموت لا يزال مصدر إزعاج ومخاوف لبعض المسافرين والأهالي جراء الحوادث الأليمة التي وقعت وكان آخرها قبل أيام ،راح ضحيتها مقيم من الجنسية الباكستانية ، وهو طريق يحمل في طياته المخاطر الفادحة التي ذهب ضحيتها أبرياء ، حيث حصد هذا الطريق خلال العامين الماضيين حسب إحصائية من مصدر مسؤول بجمعية الهلال الأحمر قرابة 30 شخص قضوا نحبهم ، حيث يسجل شهرياً حوادث مميتة ، وازداد العدد بعد الإصلاحات التي يشهدها وزيادة التحويلات التي طرأت عليه مؤخراً حيث أصبح طريقاً بإتجاهات غير معروفة للسكان والمسافرين ، ولا يزال نزيف الدماء مستمرًا في هذا الطريق ، وعدد الضحايا يتسارع خلال الإجازات ومواسم الحج وفي الغالب تكون الحوادث مروعة وضحاياه أكثر من شخص.

وفي ذات السياق فإن الطريق يشهد حركة كبيرة من قبل الشاحنات التي تفتقر لأقل عدد ممكن من وسائل الأمن والسلامة مما ساهم في وقوع الحوادث المرورية مثل عدم تحديد وقت لمرور تلك الشاحنات ،ومتابعة الحركة المروية ،وكذلك عدم وجود إضاءة خلفية لتلك الشاحنات ، إضافة إلى السرعة الكبيرة لسائقي تلك الشاحنات المتهورين والغير مبالين بحياة الآخرين مما لا يدع مجالا” للشك أن هناك قصور واضح ، والذي يتمثل بعدم وجود دوريات لرجال المرور ونقاط أمنية ولوحات إرشادية توضح معالم الطريق.

(مطالب ووعود لم تنفذ ومسؤول يغض الطرف عن الحقيقة )

من جهته أجمع عدد من أهالي قرية الثمد والتي تعتبر أكبر قرى محافظة خيبر حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من ( 20،000 ) ألف نسمة أن طريق الثمد بحاجة إلى صيانة عاجلة وإنشاء عدد من الكباري في مداخل المنطقة إضافة لإنشاء دورات داخل البلد ومناظر جمالية إسوة بالمناطق والمحافظات المجاورة ،والتي من شأنها تنظيم السير والحفاظ على أرواح السكان وسالكي الطريق ، مؤكدين في الوقت نفسه أن البعض يطلق على هذا الشريان طريق الموت نظرا لكثرة الحوادث فيه ، الأمر الذي يجعل السائقين يحرصون على تفادي السير فيه ،خصوصا في أوقات الليل ، بسبب أخطار الشاحنات كما أكدوا على أن الطريق المشار إليه سابقا يفتقد للإنارة وسفلتة بعض الشوارع الفرعية والمخارج الجانبية ، وكذلك وسائل السلامة ، مطالبين الجهات المختصة وذات العلاقة بالتحرك سريعا لإصلاح العيوب التي يعاني منها الطريق وشددوا على ضرورة العناية بالطريق لأهميته ، مشرين إلى أن كل هذا المزايا التي يتمتع بها طريق الثمد لم تشفع له بالحصول على الحد الأدنى من وسائل السلامة التي تحمي العابرين من الحوادث.

كما أكدوا في حديثهم لصحيفة ” واصل ” أنهم تقدموا بشكاوى عدة للجهات المختصة بشأن إجراء الإصلاحات على الطريق ، بيد أنها لم تجدِ نفعًا ، مشددين على أن خطورة الطريق لم تقتصر على سالكيه ، بل امتدت لتنال من أهالي الثمد الذين يجدون صعوبة في قطع الطريق ، ما يبث القلق والخوف بين الأهالي على أطفالهم ، مطالبين بوضع لافتات في الطريق لضبط السائقين والحد من سرعاتهم ، مستنكرين افتقاد الطريق الحيوي وعدم وجود لوحات إرشادية ، متمنين من الجهات المختصة وذات العلاقة بالتحرك سريعا لإنهاء معاناتهم التي يمتد عمرها لعدة عقود ، متسائلين عن الأسباب والمسوغات التي تؤخر عملية صيانة الطريق حتى الآن.