كتاب واصل

سر النجاح يكون في قيمتين

بقلم الكاتب الصحفي : مشعل بن مسعد العضياني

كل شخص مهما كان جنسه وبلغ عمره، مهما بلغ غناه وكان فقره ، فإنه في هذه الحياة الدنيا يسعى ويبحث، يجيء ويروح؛ بحثاً عن النجاح من أجل أن ينال السعادة؛ فإنه لابد لكل سعادة أن يسبقها نجاح، وكل نجاح يوصل إلى سعادة.

قليل هم الذين يوفقون بطريقة سلسة مرنة لنيل أبرز القيم التي توصل للنجاح وهذا إما بتوفيق وإلهام مباشر من الله وإما بسؤال أهل الخبرة والتجربة عن المنهج الصحيح قبل أن يشرعوا في سلوك الطريق، وكثير لايوفقون إلا بعد مضيء وقت وعناء جهد ثم بعدها ينتهجوا المنهج السوي لسلوك الطريق.

الذي أريد أن أوصله لك أخي القارئ العزيز وبطريقة مبسطة وعفوية مختصرة هو أنه لابد أن تعرف أبرز القيم التي توصلك لهدفك ونجاحك في أقرب وقت وأقصر طريق؛ ولذا فإني أهمس في أذن كل من أحب أن يكون ناجحاً وأقول له: أخي مريد النجاح لابد لك أن تدرك معنى قيمتين اثنتين بل لابد أن تعقلهما جيداً فعقل الشيء أبلغ من إدراكه لأنه قد يدرك الإنسان شيئاً ولا يعقله.. المهم نعود إلى محور حديثنا؛ ليعلم كل أحد أن هاتين القيمتين اللتين سأذكرهما هما سر كل نجاح في أي مجال كان، والأجمل أن كلاهما ورد ذكره في القرآن إما بالتصريح وإما بالإشارة وفي هذا دعوة لنا لانتهاج هاتين القيمتين في سائر حياتنا، أما القيمة التي ورد ذكرها في القرآن صريحة ففي قوله تعالى (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) وأما القيمة الثانية ووالتي أشار إليها القرآن أيضاً ففي قوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) .

لعلك أخي القارئ فهمت مرادي ومقصودي!! الذي أود أن أوصلك إليه أخي القارئ هو السعي في نيل وتحقيق هاتين القيمتين المذكورتين في الآيتين السابقتين؛ إنها قيمة الإرادة التي ذكرتها الآية الأولى، وقيمة الإصرار التي أشارت إليها الآية الثانية.
أود التنبيه إلى أن الإرادة التي أعنيها هي “الإرادة المقترنة بالعزيمة” وإلا فإن الكل يريد ولكن إذا لم تقترن الإرادة مع عزيمة فإنها لا تسمى إرادة.

صدقوني ولن أكون مبالغاً لو أقسمت بأنه لو وُجدت هاتين القيمتين في إنسان ثم حدد هدفاً فإنه سيحققه وإن طال به الزمن، يقول ابن القيم “رحمه الله” لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله.

دائماً أحب المختصر المفيد؛ ولعل ما أشرت إليه كاف لإيصال رسالتها وتبليغها، لكن بما أننا مقبلين على شهر رمضان شهر الخيرات والعطاء فإني أريد أن أستغل التذكير بتطبيق القيمتين السابقتين في هذا الشهر المبارك الذي أعلم علم يقين بأن الكل يريد أن يقدم فيه ما ينفع به نفسه عند ربه، وبما يرفع به درجته عند مولاه، ولكن كم هم الذين اقترنت إرادتهم بعزيمة وكم هم الذين سيصرون على هذه الإرادة والعزيمة إلى نهاية الشهر الفضيل بل إلى نهاية العمر.

جرت سنة الله في خلقه أن الأغلب سيبدأ رمضان بإرادة وعزيمة صادقة، ستُفتح المصاحف، ستمتلئ المساجد، ستنفق الأموال، لابأس .. هذا كله جميل ورائع، ولكن يزداد الجمال وتكتمل الروعة إذا وُجدت القيمة الثانية وهي الاستمرار والإصرار وهي الأهم والمحك؛ فكم من بادئ لم يُكمل وكم من سائر انقطع.

أقول في الختام : من أحب أن يكون ناجحاً في أي مجال أراد؛ فليلزم الإرادة والإصرار، فالإرادة بداية والإصرار نهاية وكل شيء لابد له من بداية ونهاية والشيء بدون أحدهما أبتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى