كتاب واصل

الجامعات المنتجة (2): جامعة الإمام نموذجاً

الجامعات المنتجة (2): جامعة الإمام نموذجاً

بقلم أ.د. أحمد بن محمد الحسين وكيل عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد للدراسات العليا والجودة
بقلم أ.د. أحمد بن محمد الحسين
وكيل عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد للدراسات العليا والجودة

امتداد للمقال الأول الذي تطرقت فيه إلى الجامعات المنتجة، وقدمت فيه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نموذجاً، وبينت مجموعة من العناصر التي تؤكد على إنتاجية الجامعة المستمرة وقربها من المجتمع.
أكتب اليوم الجزء الثاني من المقالة، وأركز فيها على تخريج الجامعة ممثلة بعمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدفعة الأولى من طلاب نزلاء سجن المباحث من طلاب الانتساب المطور بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ذلك الحفل الذي يندر وجود مثلة عالمياً والذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في سجن المباحث بالحائر، وحضرة سماحة مفتي المملكة العربية السعودية وعدد من رجالات الدولة يتقدمهم معالي وزير التعليم، وعدد من أعضاء مجلس الشورى، وعدد من القيادات الأمنية الرفيعة، ورجال الإعلام، وأولياء الأمور وغيرهم من المدعوين.
فبدعم لامحدود ورعاية كبيرة وواضحة من ولي العهد الكريم، وإشراف مباشر من معالي الوزير مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، قدمت عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد برنامجاً أكاديمياً نوعيًا للطلاب الموقوفين نزلاء السجون، وسجن المباحث، ملبية حاجات الطلاب الموقوفين للدراسة، واكمال تعليمهم وقضاء وقت يعود عليهم بالنفع والفائدة.
وقد بدأت العمادة في طرح هذا البرنامج الأكاديمي الفريد الذي لا يوجد له نظير في دول العالم، والذي تميز على بعض البرامج الفردية في بعض الدول الإسكندنافية من حيث إمكانياته وتجهيزاته، وتوجت ذلك بموافقة من دولتنا المباركة بتحمل الرسوم المالية عن كل طالب.
وتعمل الجامعة على فتح المجال لكل سجين في دراسة الفصل التحضيري، ثم تتيح له التسجيل في التخصص أو المسار الذي يرغبه وفق آليات وأنظمة محددة، ثم بعد ذلك يبدأ الطالب في الدراسة، والاختبارات الدورية كل فصل دراسي، مع قيام العمادة بالتنسيق مع الإدارة العامة للسجون، وإدارة كل سجن لتحقيق الأهداف والجودة المنشودة.
والعمادة في عملها المبارك، تواصل التركيز على البرامج النوعية النافعة الهادفة، حيث قدمت هذه الخدمة المجتمعية إلى 2457 طالباً منذ افتتاح برنامج مراكز السجون في العام الدراسي 1429/1430هـ.
وقد بلغ عدد المسجلين في الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 1437/1438هـ 967 طالباً على النحو الآتي:
1. الفصل التحضيري 357 طالباً.
2. تخصص الشريعة 182 طالباً.
3. تخصص الدعوة 24 طالباً.
4. تخصص أصول الدين 61 طالباً.
5. تخصص اللغة العربية 8 طلاب.
6. تخصص إدارة الأعمال 236 طالباً.
7. تخصص الاقتصاد 13 طالباً.
8. تخصص المحاسبة 6 طلاب.
9. تخصص الأنظمة 80 طالباً.
وفي يوم مميز وبرعاية كريمة من لدن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، تم تخريج أول دفعة بعدد (118) طالب في التخصصات التالية:
1. 60 طالباً من الشريعة.
2. 22 طالباً من الدعوة.
3. طالبان من اللغة العربية.
4. 30 طالباً من إدارة الأعمال.
5. 4 طلاب من الاقتصاد.
إن مما يفخر به كل من ينتسب إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجود هذا المنتج النوعي، حيث أن الإنتاجية الإبداعية للجامعة لا تتوقف عند حدود، وبحق جامعة الوطن.
إن الجامعة وهي تقيم مثل هذه البرنامج تحقق الهدف الأول وهو التعليم، والهدف الثاني وهو خدمة المجتمع، وكم من أسرة دخلت عليها السعادة والسرور عندما تخرج ابنها، وهذا ما لمسه حضور الحفل البهيج، والذي كان مفاجأة من حيث حضور أولياء أمور الطلاب وفيه سمعنا الثناء والشكر منهم.
إن على الجامعات تطوير برامج خادمة للمجتمع وللشرائح التي لم تتحصل على الفرص في التعليم مثل نزلاء السجون، وتشكر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي قدمت الدعم السخي لتحقيق هذا الهدف، ولعمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد التي اتقنت هذا الدور المناط بها، وقدمت منظومة من الإجراءات التي يمكن أن تكون بداية لبرامج أخرى من جامعة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى