كتاب واصل

فنون البلوك

28
بقلم : بسمة إبراهيم السبيت

هل سمعتم بلصوص العمر والحياة؟؟ هم مجموعة من اللصوص يسلبون منّا عمرنا ،لحظاتنا السعيدة وأجمل أيامنا ، تضيع سنوات عمرك معهم من أجل الحفاظ عليهم ،رغم معرفتك العميقة بهم ، ورغم علمك الشديد أنهم لايستحقوك ولا يستحقوا أن تفسح لهم هذه المساحة الكبيرة من حياتك ،وفجأة دون أي سبب وفي منتصف الطريق، تطرأ في رؤوسهم الصدئة فكرة الرحيل ، ويقرروا أن يتركوك على قارعة الطريق ، كورقة خريف صفراء ذابلة على جنبات الرصيف ، يسهل على كل من عبر أن يمتطيك ،يلقوا بكل الذكريات والمواقف وبكل ماكان ، دون اكتراث بك، ودون أن يلتفتوا قليلاً خلفهم .

تتحول تلك القلوب التي وهبتها عمرك إلى قلوب من حجر و تتحول تلك الوجوه إلى وجوه شياطين ، عجبي من تحولات البشر المخيفة ، كيف استطاعوا أن يغيروا جلودهم كما تغير الأفاعي جلودها دون أن تشعر، دون سابق إنذار ، دون أي سبب مقنع لذلك الرحيل المفاجئ قرروا الرحيل فرحلوا ، تاركين خلفهم جروحاَ نازفة، بعمق سنوات الِعشرة التي قضيتها معهم، لاتستطيع إيقاف نزف الصور ولا الأصوات التي تعلوا داخلك ، ولا الكلمات ولا عهود الوفاء الواهية .

من منّا لم يتعرض لخيبه من الخيبات القوية التي هزت كيانه وهزت كل مابه !
من منّا لم يتعرض لخذلان صديق أو حبيب أو أي علاقة من تلك العلاقات التي يسمونها إنسانيه وبتبدلهم تتحول إلى علاقات شيطانيه !

فمصدر الأمان والحب وكل جمال الكون ،يصبح مصدر وجع وألم فقط لأننا شرعنا أبواب قلوبنا الصادقه وشرعنا أبواب حياتنا لمن لايستحقوا أن يقفوا حتى على عتباتها.

وحتى نقي أنفسنا من لصوص العمر ونحفظ حياتنا من عبثهم ،لابد علينا أن نتعلم ونتقن مهارة خاصة جدا ، ولابد أن نتسلح بها قبل الخوض في أي علاقة ، وقبل السماح لأي شخص أن يدخل حياتنا وهي : مهارة – وضع البلوك- في عقولنا وقلوبنا لأولئك الذين تفوح منهم رائحة الغدر، فللغدر رائحة نتنه ، يستطيع كل من تعرض له أن يميز ها ، فبمجرد شعورك بالوَخَزَة الأولى التي تصحب كل علاقة ، والتي تشعرك أن هذا الشخص قد يكون باباً لرياحِ عاصفة تدخل حياتك ، سارع بالضغط على زر -البلوك – في عقلك وقلبك ، حصن نفسك جيدا ولاتترك حياتك معبراً ،لعابريّ السبيل .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى