اهم الاخبارتحقيقات صحفية

معاناة المعلمات في الحوادث المتكررة

img_0638

الطائف – واصل – نايف الحارثي:

مئات الحوادث تطرق أبواب طرقاتنا كل يوم ،من حيث الحوادث البسطية والخطيرة ، وأغلب هذه الحوادث تحدث بسبب الإهمال البشري لقواعد المرور من قبل السائقين وسرعتهم الجنونية، أو التجاوز الخاطئ أو استخدام الجوال أثناء القيادة ،كما أصبحت الحوادث المرورية تمثل وبشكل كبير هاجساً وقلقاً لكافة أفراد المجتمع.

وفي هذا الموضوع تحدث الأستاذ / فرج الثقفي مدير مكتب تعليم محافظة ميسان عبر ” واصل ” قائلاً: حوادث المعلمات ظاهرة تحتاج للدراسة الجادة حيث تعج الطرقات في مختلف المناطق والمحافظات بالباصات التي تنقل المعلمات من مدينة إلى أخرى ، مرورًا بالقرى والهجر ، ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره ،إلا أن الأخذ بالأسباب أمر واجب، وقد أضحت مهنة نقل المعلمات ( مهنة من لامهنة له ) ، فهناك الشباب العاطل ممن يجيدون السرعة، ولايفكرون في مخاطرها ، وهناك كبار السن من المتقاعدين وغيرهم ممن يعانون من أمراض السكر والضغط .

وكذلك المركبات التي أكل الدهر عليها وشرب ،ومعظمها تكون بدون حراك طول وقت الإجازات ،وتصارع عوامل التعرية وحين يبدأ الدوام تُمطى لتسابق الريح.

إن عدم اختيار السائقين المناسبين لهذه المهمة ،وعدم صيانة المركبات باستمرار ،وعدم مراقبة الطرق والحد من السرعة والتهور ،كلها عوامل تؤدي إلى مانسمعه باستمرار من حوادث المعلمات.

فليت المسؤولين يجتهدون في معالجة هذه الظاهرة ،وليت وزارة التعليم تعد دراسة توليها نخبة من المختصين، تسعى للحد من حوادث المعلمات، وتتيح الفرصة لتعيين المعلمة في مدرسة تكون مسافتها معقولة، بدلاً من قطع الفيافي والقفار صباح مساء مع سائقي راليات في مضمار ( الأم مدرسة ).

وأضاف الأستاذ ذيب العتيبي في محور حديثنا عن تهور قائدي الباصات قائلا: كثيراً مانقرأ حوادث المعلمات والطالبات في المملكة ،وكل يوم نقوم على فاجعة جديدة ومصيبة في معظم مدننا، بسبب تهور قائدي النقل أو لكبر سن السائقين ،أو سهر الشباب من سائقي هذه المركبات المخصصة للنقل ، ونجد في الطرف الآخر الذي يكون سببًا آخر في الحوادث وهو سوء الطرق أو تهور السيارات من الطرف الآخر ، فمن المفترض أن يتم إعطاء المعلمات العاملات في القرى والهجر وقتًا كافيًا مثلاً : يكون معهم مجال للحضور حتى الساعة ٨ صباحًا وكذلك محاضرات الطالبات اللاتي يذهبن للجامعات البعيدة عن مقر سكنهن ،ولابد أن يتم تجهيز سيارات نقل من الدولة، وتحت صيانة دورية وتحديد أعمار السائقين مابين الثلاثين والخمسين ،كما يجب مراقبة أصحاب سيارات النقل ، لأن معظمهم همه الأول هو جمع أكبر قدر من المال دون النظر والاهتمام بلسيارات التي تحمل تلك النفس التي حفظها الله.

وتحدثت فائزة الوقداني طالبة جامعية وقالت :،أن الأمر لم يقتصر على المعلمات فقط ،فنحن طالبات الجامعة نعاني من تهور سائقي الباصات ،ومن السرعة التي كادت في عدد من المرات أن تتسبب في وقوع حوادث لنا ،ولم يقف الأمر لهذا الحد ،فبالإضافة إلى السرعة فنحن كذلك نعاني من تكدس الطالبات في الباص وزيادة العدد المسموح به، فتجد بعض الباصات لا تتجاوز طاقتها سوى ١٢ طالبة ،ومع ذلك يرتفع العدد إلى أن يصل ١٧ طالبة، حيث يقوم أصحاب الباصات بإضافة مقاعد توضع بين المقاعد الأساسية تفتقد للأمان والراحة ،فنطالب المسؤولين بتحديد السرعة وتحديد عدد الطالبات، ومن يخالف الأنظمة يسحب منه الباص والرخصة.

كما ذكرت الأستاذة تركية الثمالي محاضر بجامعة الطائف أن الأمر مفرح حينما تُقبل فتياتنا في الجامعات ،لإكمال مسيرتهن العلمية ، ويساهمن في تطور هذا البلد،وقمة السعادة حين تحصل الفتاة على شهادة التخرج ، وتكون فرحة التخرج ، وبعدها يأتي دورهن في بناء المجتمع وسير عجلة التنمية ، لكن لا تلبث هذه الفرحة أن تُكفن ، ويقام عليها الحداد ،عندما يكون مقر عملها بعيد ، والذي يستلزم وجود سائق، والطرق السريعة شبح يهدد حياة الفتيات ؛ فتيات في عمر الزهور ،تحمل على أعتاقهن أحلام والديهم ، وفي لمح البصر وفجأة نقول :رحمهن الله، نعم هو قضاء الله وقدره ، ولكن من المسؤول عن هذه الأرواح ؟!

كما تحدث الاستاذ سعيد الأسمري عن كثرة حوادث المعلمات والطالبات ، بأنها أرواح تزهق وصمت مطبق ،وتبدأ المعاناة حينما يخرجن في ظلام الليل من قبل الفجر مع سائق متهور ،وفي نظري أن مشكلة كثرة الحوادث تتمحور حول ثلاثة نقاط هي : السائق والطريق والمركبة.

وقد بلغ عدد الحوادث 20 حادثًا بسبب تهور السائقين ،وعدم التقيد بالسرعة المحددة، وكذلك بسبب كبر سن بعض سائقي الباصات والذي تجاوز عمر بعضهم الستين ومصاب ببعض الأمراض المزمنة ،هذا ما أفادنا به مدير مستشفى محافظة ميسان العام الأستاذ محمد الحارثي.

من جهة ثانية أضافت الأستاذة نهى الحارثي أنها مرت بنفس المعاناة ،وكانت تجد من الخوف ما تجد وذلك لأن السائقين متهورون في القيادة ، ولايلتزمون بالسرعة المسموح بها.

كما وضحت الأستاذة فاطمة عبدالعزيز بأنه لابد أن نعترف أن هذه مأساة وأيما مأساة ، عندما يكون قائد المركبة غير مبالي وغير مؤهل للقيادة، فلا بد من تدخل وزارة التعليم لمنع وللحد من هذه الحوادث .

وأخيرًا تحدث الشيخ رشيد بن مساعد المالكي حيث قال :كثرة حوادث المعلمات على الطرقات يعود ذلك لعدة أسباب منها :بعض الطرق التي تحتاج إلى ازدواج وعدم وجود أمن الطرق لرصد السرعة ومتابعة السائقين في الفترة الصباحية والمسائية ،وكذلك نرى أن يكون هناك شركات معتمدة بإشراف إدارة التعليم في المنطقة وأن يكون هناك شروطًا ومنها :تحاليل طبية يخضع لها السائق ،ومواصفات خاصة للمركبة بحيث يكون موديل المركية حديثًا،وأن يكون السائق قد اجتاز الاختبار في القيادهة والتزامه بوسائل الأمن والسلامة ،وذلك حفاظاً على أرواح بناتنا المعلمات وسلامتهن من حوادث السير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى