مساحة حرة

“الجامعات المؤثرة”جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نموذجًا

1
بقلم: د. أحمد بن محمد الحسين وكيل عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد للدراسات العليا والجودة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد، وعلى آلهِ وصَحبهِ وسَلم:
سعادتي كبيرة وغامرة عندما أجلس في ملتقى أو مجلس وأسمع الثناء على جامعتي المباركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والحقيقة قادني هذا الثناء إلى تساؤل مفاده ما الذي يجعل المجتمع يثني على الجامعة خصوصًا، عندما يكثر هذا الثناء ويتنوع، ويأتي من كافة شرائح المجتمع؟
هذا التساؤل قادني للبحث فيما يسمى (بالجامعات المؤثرة)، وهي الجامعات التي يكون لها تأثير في مجتمعها، تأثير ملموس، يشعر به المواطن، ويجاذبه التفاعل، ولست بصدد الحديث عن مقياس التأثير، وإنما رصد لتأثير الجامعة المجتمعي، ومشاركتها في برامج التنمية.
يمكن في هذه المقالة تعريف الجامعة المؤثرة، وهي كل جامعة تمارس أدوارها بشكل صحيح وفعال، يتحقق من خلاله الأهداف التي بنيت علها وترغب في تحقيقها، ويكون الرضا المجتمعي لها في زيادة من خلال رصد حقيقي مقاس وفق مؤشرات معيارية واضحة.
وبالنظر إلى الأدوار الخاصة بالجامعات السعودية، نجد أن اللوائح الخاصة بالتعليم العالي أكدت على الأدوار التالية: التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
وبالنظر في واقع حال جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، نجد أن الجامعة تمارس الأدوار الثلاثة الآنفة الذكر، وتزيد علها في مسارات، أخرى لا تتحقق في كثير من الجامعات المحيطة أو الشبيهة، وفي ذلك تفصيل.
ما الذي يجعل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جامعة مؤثرة؟
جواب ذلك في ـ اعتقادي الشخص ـ هو تحقق جميع الأدوار المرسومة لها، فهي تقدم التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع المعروفة والتي تقدمها أغلب الجامعات، ولكنها تزيد عنها بمسارات وخدمات وأنماط تعليمية نوعية متنوعة، على النحو الآتي:
1. القرب من مضامين رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فبنظرة تحليلية يمكن القول إن هناك اتساق واضح بينما يوجد وتقوم به الجامعة، وبين مضامين رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
2. التأثير الإسلامي، حيث تشارك الجامعة غي مناشط إسلامية ذات تأثير وبعد عالمي ومنها قيادتها لاتحاد الجامعات الإسلامية، وإشرافها على جامعة باكستان الدولية، ومشاركتها في معهد التاريخ في برلين، وكرسي اليونسكو في السوربون وغير ذلك.
3. القيادة الملهمة للجامعة، حيث يعرف من يتابع الجامعة خروج كثير من الأفكار المرموقة من خلالها.
4. حملات الدعم والمؤازرة للمشاركين في عاصفة الحزم، ودعم أبناء شهداء الواجب دعم واقعي ملموس ومحسوس.
5. ارتفاع مستوى الإنتاجية، مما يحقق البعد الاقتصادي، ففي اقتصاديات التعليم يتحقق معيار الإنتاجية، والذي تقل فيه كلفة الطالب بسبب القبول المتوازن، والذي يعطي نوعًا من الأمل والسعادة للمجتمع.
6. الوقت المصروف، يمكن القول بأن الجامعة تعمل بكفاءة من (السابعة والنصف صباحًا وحتى العاشرة والنصف مسًاء) وبالتالي فإن هذا الوقت الطويل يساعد على تقديم الخدمات لأكثر الشرائح ويعطي الفرصة بتنوع الاختيار.
7. تنوع الأنماط التعليمية، حيث تقدم الجامعة عددًا من الأنماط غير المألوفة، ومنها التعليم عن بعد، التعلم الإلكتروني، التعليم في الخارج، التعلم الذاتي، التعلم المتمركز حول الطالب، وهذه الأنماط قل أن تجتمع في جامعة واحدة.
8. الإثراء المساند، وفيه تقدم الجامعة عبر عدد من العمادات والوحدات المساندة البرامج التدريبية الخاصة والعامة، والتي على رأس العمل، وبرامج التعليم المدمج، والبرامج المخصصة للقطاعات الأمنية والعسكرية.
9. السعادة المجتمعية، حيث تنظر الجامعة لهذا المسار نظرة خاصة، وتحاول جاهدة تحقيقه بمهارة واحترافية كبيرة، ومن ذلك ما تقوم به الجامعة من الاهتمام بأبناء الشهداء، والأيتام، وكبار السن، والتدريس والتدريب للمناطق النائية، وكذلك التوسع في القبول وفق منظومة دقيقة.
10. الخدمات الإلكترونية، والجامعة من البارزين في ذلك حيث تقدم كثير من خدماتها عبر الأنظمة الإلكترونية.
11. سرعة التواصل والتجاوب، وقد عهد عن الجامعة السرعة في ذلك، وقل ما نجد تأخر في الرد على معاملة أو تأخير حق لطالب أو مراجع.
12. الترفيه، والجامعة لها يد طولى في ذلك، عبر المناشط الرياضية المستمرة طوال العام، وعبر الأندية الطلابية الصيفية، وعبر المهرجانات الترويحية الصيفية التي تعتبر من حاضنات أو ريادة الأعمال.
13. البيئة الجامعية الجاذبة، فالمراكز الخدمية المستمر إنشاؤها، والمساعدات المحسنة، ومواقف السيارات، والسكن الجامعي الطلابي، والخاص بأعضاء هيئة التدريس، والمتحف التاريخي.
14. الطلب الطلابي سوءً كان لبرامج البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه، أو للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ويكفي النظر عند فتح القبول لعدد المتقدمين لهذه البرامج.
15. القيمة المضافة
16. الطلب على المستشارين من أبناء الجامعة، وهذا عامل يؤكد القيمة الفعلية للجامعة.
إن كثرة المنتجات التي تقدمها الجامعة هي جزء من الطموحات الكبيرة لوطننا الغالي، وهي دليل على تميز الجامعة وريادتها، ودليل آخر على ارتفاع القيمة المضافة التي تقدمها، ومن المعلوم أنه كلما ارتفعت القيمة المضافة للجامعة كلما تحقق لها أدوار تنموية أكبر وأوسع، مما يجعلنا نرى قبل أن نسمع الرضا المجتمعي للجامعة من أبناء وطننا الحبيب، وكم يحدوني الأمل المشرق والرغبة الصادقة بأن يعمل الزملاء والزميلات في الجامعة المباركة بهمه أكبر وجهد مضاعف، على تحقيق تلك الطموحات العظيمة، ومما يزيد من آمالنا ويقوي تطلعاتنا جميعاً، وجود أساتذة وقاماتٍ علميةٍ، ممن آمنوا بأهمية هذا الأدوار وإنجاز الأهداف وعملوا على المشاركة في تحقيقها بشكل متقن ودقيق، مما يجعلنا نقف بكل ثقة وافتخار ونحن ننتمي لهذا الصرح العلمي، مرددين حفظك الله ياوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى