مغردون يتفاعلون مع المتقاعدين يا ” كردي ” قل خيرا او اصمت “

الطائف- واصل  – عبدالله الحارثي:

كان ولا زال ابن الوطن البار ، قدم حياته رخيصة في سبيل بناء الوطن ، ما طلب زيادة ، ولا اعترض على اي قرار، كل همه أن يبقى الوطن شامخا ولو خسر حياته ، تجده على الحد الجنوبي ، وشارك في رعد الشمال ، وعاصر حرب العراق وإيران ، وحرب الخليج ، كان ممن شاركوا الوطن في البناء منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ، وإلى الآن في عهد سلمان الحزم ولا يزال  الشخص الوفي لهذا الوطن انه المتقاعد  .

ما أن يتقاعد حتى ينقص راتبه إلى الثلث ، ومع ذلك راضي مطمئن  النفس ، بل وسعيد لأنه يرى أنه أخرج للوطن أبطال على الحد الجنوبي ، ورجال في التعليم والصحة وفي كل مكان .

هذا المتقاعد الوفي يقال عنه “مدلع” كلمة لا تطلق إلا على جنس النساء أو الأطفال والعجيب أن قائلها ممن يشار إليه بالبنان وجعلته الدولة في مكان المسؤولية قائلها عضو مجلس الشورى “خليل الكردي ” ، قالها والوطن في حاجة لاجتماع الكلمة وتوحيد الصفوف في مواجهة الاعداء المتربصين بالوطن الغالي .

وياليته قلد من سبقه من أعضاء مجلس الشورى ، زميله في المجلس “الدوسري ” ، الذي دافع وبكل قوة عن المتقاعدين ، وطالب باكرامهم لأنهم بذلوا الغالي والرخيص في سبيل حماية الوطن ، وشتان بين الثرى والثريا.

هذا وقد أثارت التصريحات التي أدلى بها عضو اللجنة المالية بمجلس الشورى الدكتور خليل كردي ، حول موافقة المجلس على نظام “غلاء المعيشة للمتقاعدين” امتعاض كثيرين ، بينهم مغردون على موقع “تويتر”، واعتبروها إساءة بحق المتقاعدين.

وكان الدكتور كردي قال موجهاً حديثه للمتقاعدين: “ما هو على كيفكم تقبلوا الوظيفة الحكومية، وتدلعوا وتطالبوا برواتب مرتفعة، اتجهوا للقطاع الخاص والميدان”.

ووجّه مغردون انتقادات لاذعة للدكتور كردي، وأنشأوا وسماً تحت عنوان

“#عضو_شوري _للمتقاعدين _كفاية_ دلع“

اجتذب العديد من المعلقين، الذين طالبوا أعضاء الشورى بمراعاة الأحوال المعيشية للمتقاعدين في ظل غلاء المعيشة كل عام ، ووجهوا رسالة خاصة للكردي مفادها أن ما قاله الكردي غير صحيح ويجب محاسبته والاخذ على يده ،  فهو لا يمثل الابن البار للوطن ، وتعدى على آباءنا ، ومن ربونا ، وتعلمنا على أيديهم ودربونا في الميدان ، وكانوا حماة لهذا الوطن  .

وتساءلوا هل يعقل أن يكون مجلس الشورى لا هم له إلا الضغط على المواطن المنهك ؟! هل يعقل أن عضو الشورى يستهزيء برجال خدموا الدين والمليك والوطن ولا يوقف عند حده ؟! وإلى متى بعض أعضاء مجلس الشورى لا يهتم بالقضايا التي تخدم الوطن والمواطن ويبحث عن المواطن المنهك ليطبق عليه قراراته المجحفه؟! .

ولعلي أترككم مع التغريدات التي نشرت عبر تويتر  لتقرأوها ويتضح من خلالها غضب من المواطنين لكلمة ” دلع ” التي وجهت لرجال أوفياء :

فهذا المغرد برجس البرجس يطالب الكردي بفتح ملفات الأجانب الذين يتقاضون الراتب أكثر من 50 الف بالمملكة ويرفعها لمجلس الوزراء إذا كان همه المال العام .

والمغرد شجاع البقمي كتب في بداية تغريدته دلع !! ثم أردف متعجباً ” موظف حكومي أفنى سنوات عمره في تنمية البلد ، أفضل الف مرة من عضو شورى لا نرى منه سوى الاستفزاز “

وهذا المغرد فياض الشمري يرد وبقوة بقوله ” وانت كفاية نظرة قاصرة لمن لا يكفي راتبه لتسديد فاتورة الكهرباء ، لو مرتبك مثل مرتباتهم لصرخت من المعاناة “

وفي تغريدة أخرى للشمري يقول فيها ” بعض أعضاء مجلس الشورى ليس لديهم حلول ويريدون معاناة المواطن استفزازا بتصريحاتهم التي تكشف عن جلوسهم في  برج عالي ” 

وهذا المغرد سعد الشواطي  يقترح أن يكون العمل ميداني لأعضاء مجلس الشورى حتى يتفقدوا أحوال من ولولوا عليهم “

والمغرد S3OD تحدث عن معاناة المتقاعدين بقوله ” خدم الوطن عشرات السنوات وأفنى عمره ، وخرج بتقاعد لا يكفي عشرة أيام ، وبيت إيجار، و يتهمه بالدلع.”.

وهذا المغرد فيصل الشمري يقول ” بعض الأعضاء لو أعيدت حياته مرتين ما خدم البلد قدر خدمة يوم واحد من هؤلاء ويقصد بذلك  المرابطين على الحدود ”

ومما سبق يتبين لنا قسوة تلك الكلمات التي أرسلها الدكتور الكردي ،  والتي أثارت حفيظة الكثير من المتابعين والمثقفين ، وقد وقفت صحيفتكم واصل الإلكترونية على عدد أراء الكثير من المتقاعدين .

وتبين لنا ان أكثرهم لا يجد السكن الذي يأوي إليه مع وجود التزامات ارهقتهم ، وجعلت التقاعد بالنسبة لهم موت بطيء ، والكثير منهم تألموا لما قيل عنهم ، وكانت تلك الكلمة العظيمة يكررونها كثيرا وهي  ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” ويقصد ون من وصفهم بالمدلعين ”  .

هذا وقد حذرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أكل مال اليتيم والمحتاج، وبين لنا عظم أجر من يخفف معاناة انسان وتفريج كربة المسلم فقال عليه الصلاة و السلام:” من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ” .